أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 28th January,2001 العدد:10349الطبعةالاولـي الأحد 3 ,ذو القعدة 1421

مقـالات

بوح
النجاح
إبراهيم الناصر الحميدان
من الطبيعي جدا أن أمام كافة الناس هدفا لا يحيدون عنه الا وهو بلوغ مرحلة النجاح, ورغم نسبته فهو خطوة لابد من الوصول إليها, وفي اعتقادي أن ارتفاع نسبة النجاح تعتمد على تقدير العقبات واحتساب مواجهتها من البداية, أما ان تفاجئنا فذلك يعني الخطأ في بعض الخطوات والتقديرات للوصول الى تلك النتيجة, وليس هناك أي سبب آخر يجعل أحد الناس أكثر توفيقا من سواه ألا بأمر من الله عز وجل لأنه لم يحدث ان تكون نتيجة الأخطاء التي نقدرها نظريا كحقيقة حتمية أن تأتي بالنجاح والدليل على ذلك الأحداث التي نرصدها يوميا كتجارب شخصية أو من المنظور الاجتماعي وحتى العالمي, فالقول بأن ثمة تفرقة لا تصل الى مستوى الاعتقاد بها حتميا مهما طال الزمن إذ من يمشي على طريق خاطىء لابد ان تنتهي به الحال الى الاغراق في مستنقع ما والتجارب تثبت هذه الحقيقة, كنت استمع منذ ايام الى أحد المتحدثين يحكي تجارب أحد الاعلام على طريق النجاح وكيف انه بدأ حياته كرجل أعمال متواضع ثم أصبح بعد عشرين عاما من أصحاب الملايين ليضيف ان الله راض عن هذا الفرد فاعترضت على هذا الافتراض ان الله لا يقرب أحدا ويبعد آخر وإلا كان الرسل والأنبياء هم أبرز من يقربهم الله ومع ذلك رأيناهم يصدمون بالعقبات ويواجهونها بكل صبر وإيمان حتى تحقق لهم بلوغ رسالتهم بالكفاح والاقناع وليس باليد السحرية, لأن الكفاح وجهة كل انسان مهما كان مستواه بما فيهم الرسل والعلماء والا لسقط التنافس وتوقف نهائيا وبالتالي تتوقف كافة الحوافز الانسانية ويحل بدلا عنها التواكل والخمول وهو ما سوف يقضي على كافة الطموحات العلمية والتجارب التي كانت هي السبب في الارتقاء بالذهن البشري من مرحلة متواضعة الى أخرى متقدمة بالاصرار على المحاولة قد يحدث أن أحدا من الناس لا يضع في اعتباره أمرا معينا لمستقبله مثلا إنما ظروف الحياة سوف تدفعه الى منحنى آخر ثم يجد نفسه وقد بلغ مكانة لم يكن يحلم ببلوغها فيقول ان ذلك حدث صدفة وهو تقدير ليس علميا دقيقا مع ايماننا بقدرة الله على تحقيق ذلك إنما ليس من المعقول ان يكون المتكاسل أو منعدم الطموح في واجهة التنافس على مراكز اجتماعية متقدمة ولكن الظروف والصدف قد تدفع ببعض الأفراد مع عدم اغفال الخطوات الأولى التي انتهت الى تلك النتيجة فمن يقف على رصيف الانتظار مثلا يستحيل ان يقفز الى الواجهة الاجتماعية دون شروط الحصول على تلك المكانة قدرة وذكاء والصدفة نادرا ما تخدم في تحقيق اية نتائج ملموسة, إنما تحقق الذكاء والقدرة على القيام بالدور البارز هي من العوامل المهيئة لبلوغ الطموح وهذا يعني وجود تهيئة ذهنية وحشد فكري يطرح عوامل الاتكال والكسل جانبا على حساب الايمان بالموهبة والقدرة الكامنة وليس التمسك بعبارة الحظ المجرد, والعبقرية لا تهبط فجأة على أي انسان انما ملامحها قد لا تظهر إلا حين استدعائها في مواقف الحاجة اليها لتثبت جدواها وقدرتها على التفوق وهذا يعني ان كل فرد محمل بآمال كبيرة قد يتهم بالخيالي في بعض الحالات إنما الموهبة والذكاء يسعفه عندما يجد الفرصة حتى في مواجهة القمع مهما كان مصدره لإظهار تفوقه, إذن فالنجاح من أسرار الحياة المغلقة ونعمل على الوصول إليه في سعينا اليومي ولا يأتي لنا صدفة ودون العمل لبلوغه في مواجهة بعض العقبات وهي دعوة إلى عدم الاستسلام أو الركون إلى الأحلام دون بذل الجهد ومن سار على درب الكفاح وصل.
للمراسلة ص,ب6324
الرياض 11442

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved