| مقـالات
(الرسامون والشعراء تمتعوا دوما بحق الإقدام على كل شيء).
حكمة لاتينية
***
في صالون الاستاذة (سلطانة السديري) طرح الاربعاء الماضي موضوع صورة المرأة عند رسام الكاريكاتير محمد الخنيفر وقدمت الدكتورة (حسناء القنيعير) عرضا موفقا في هذا الموضوع, الذي شدني هو اننا نضحك مع هذا الفن على آلامنا وربما آلمنا الجرح وتذكرناه في نهاية الضحكة فالصورة تحمل موقفاً او مشكلة اجتماعية فإذا قدمها لنا رسام الكاريكاتير ضحكنا وهذه ميزة ذلك الفن الذي يجيد السخرية بمرارة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا أو في ملتقى نسائي مميز هو لماذا لم تطرق المرأة هذا المجال؟ منذ سنوات قرأت في احدى الصحف المحلية آراء لبعض الفنانات التشكيليات حول الكاريكاتير وابتعادهن عنه وكن يبررن ذلك بعدم قدرة المرأة على تقديم النقد اللاذع كونها تفتقد الشجاعة والجرأة التي يمتلكها الرجل في تقديم نقده الواضح عبر رسوماته الى المجتمع, لا اعرف الآن هل تغير رأي المرأة بعدما انتفض الفن التشكيلي النسائي لدينا؟ لكنني بالتأكيد لا اعترف بأن هناك فناً من الفنون يصعب على المرأة مثلا ويسهل على الرجل ذلك ان الفن هو الانسان في قالب يخلو من فروق الطبيعة البيولوجية, وقد اثنى فيكتور هيجو على الفنانة (روزا بونيرا) حين قال: اني اصفها كفنانة مبدعة في المقام الاول بين النساء (وعلقت على صدرها زوجة (نابليون) الوسام الرفيع لروعة واتقان لوحتها (سوق الخيل) التي ابهرت العالم حين عرضت في صالون باريس ذلك الوقت الذي اراه ان الكاريكاتير فن جميل وعميق ومقوماته روح دعابة وذكاء في استخدام اللفظ وقدرة على معرفة هموم المجتمع وجرأة في وضع الاصبع على الجرح النازف وهي مقومات لا يصعب على المرأة الرسامة امتلاكها بل على العكس انا أؤمن بأن للمرأة دوما نكهة خاصة في تقديم الاشياء عبر القوالب الفنية وهي تمتلك احساساً مرتفعاً بالاشياء من حولها وارتباطاً عميقاً بشؤون المجتمع بمختلف فئاته.
http://www.nahed.cjb.net
|
|
|
|
|