أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 28th January,2001 العدد:10349الطبعةالاولـي الأحد 3 ,ذو القعدة 1421

مقـالات

نوافذ
الجذوة
أميمة الخميس
يذكر أحد الكتّاب الغربيين مقارنا بين المراحل الحضارية المتطورة التي وصلت لها كوريا الجنوبية مقارنة مع العالم العربي أن الأولى استطاعت أن تقطع شوطا متقدما على المستوى التقني والحضاري، على حين ان العالم العربي ما برح يعاني من جميع المشكلات والمصاعب التي يتعرض لها العالم المتأخر عن الركب الحضاري العالمي، والذي دعا هذا الكاتب الى هذه المقارنة هو ان دخل الفرد في سوريا ومصر في الخمسينيات كان يتطابق مع دخل الفرد في كوريا الجنوبية، وإن كان العالم العربي قد تعرض لحروب استنزافية، فإن كوريا الجنوبية قد دخلت في حرب أهلية شرسة مع كوريا الشمالية حيث كانت أرضها مرتعا لإحدى المواجهات بين قطبي الحرب الباردة آنذاك، وعلى الرغم من هذا فإنها استطاعت أن تكون اقتصاداً نشطاً مدعوماً بأرضية صناعية متطورة استطاعت ان تستوعب السباق التكنولوجي العالمي، بل وتعيد تصديره، وينهي هذا الكاتب مقالته بقوله: على حين ان كوريا الجنوبية استطاعت ان تصدر للعالم رقائق الكمبيوتر فإن العالم العربي استطاع ان يصدر رقائق البطاطا فقط !!!
والسخرية على مرارتها ووقاحتها إلا أنها تمتلك كماً وافراً من الحقيقة التي لا نستطيع تجاوزها او تغطيتها.
كل ما هنالك ان العالم العربي تحول الى حفرة استهلاكية نهمة وشرسة وباستطاعتها ان تستوعب جميع ما يصب فيها من مصانع العالم دون ان تمتلك القدرة على تدويره او إعادة صناعته!!!
اوحتى تكوين نوع من الحماية البسيطة للمنتج المحلي المهدد بسوق عالمية طوفانية خاضعة لقوانين العولمة وشروطها.
ولأن الأجوبة ليست بحوزتي وبالتأكيد ليست بحوزة احد على وجه الخصوص، بل هي تعني اجيالا كاملة ومسيرة يجب ان ينخرط فيها عدةجهات ابتداءً من المدارس والمناهج وأساليب التعليم التي ترجع الى عصور الكتاتيب والتي تعتمد في مجملها على إعمال ملكة الحفظ وتغييب ملكة الإبداع والابتكار، واستجلاب معلومات غريبة عن عقل الطالب وواقعة وحشوها قسرا ليحدث ذلك التراكم الكمي من الخريجين المصابين بالأمية الثقافية، ومن ثم ما تلبث ان تتلقفهم الجامعات التي تكرس وترسخ ما سبق دراسته وحفظه وترسيخه!!؟؟
وهناك سؤال ملحٌّ ودائم ومذعور كثيراً ما يطارد المعلمين والأكاديميين من قبل الطلبة ألا وهو(هل اسئلة الاختبار من المنهج أم خارج المنهج؟؟؟) وكأن هذا المنهج هو بر الأمان والطمأنينة لدماغه، فإذا غادره الطالب لا يلبث إلا ان يغرق, فعلى حين ان المناهج أعدت لتعليمه أولويات الحياة أو على الأقل تأسيس الأرضية الأولى من المعلومات (أو هذا هو المفترض) فإن المناهج قد تحولت هنا الى غاية نهائية بحد ذاتها، أي منتهى العلم، فإذا غادره الطالب وخرج عنه المعلم في أسئلته فإن الطالب يغرق!! فيتحول المنهج الى تلك الحجارة الصماء الثقيلة التي على الطالب ان ينقلها على ظهره عاماً إثر الآخر طوال الاثنتي عشرة سنة التي يقضيها في المدارس وعندما يتركها يتركها بكثير من السخط والغربة وعدم الألفة، لأنها كانت طوال هذه السنين تضطهده وتحوله الى ناقل سلبي متعذب، ولم ترفعه الى آفاق الاكتشاف والدهشة والمتعة التي هي بالتأكيد الأسس الأولى التي تصنع إنسانا مفكرا مبدعا مطورا وليس فقط ناقل حجارة.
e-mail:omaimakhamis@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved