| محليــات
* حوار : فهد العايد
أكد مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الرياض الدكتور حمد بن عبدالله المانع انه لا يوجد أي إهمال أو إغفال لما يجرى في المراكز الصحية الأولية وان هناك متابعة فنية للعمل وإشرافا داعما من إدارة الرعاية الصحية الأولية بالمديرية, مشيراً إلى ان من أهم المشاكل التي تواجه المديرية هي أن كثيراً من مباني المراكز الصحية غير كافية لأنشطة الرعاية الصحية المتنوعة.
وعن دور القطاع الخاص كقطاع مكمل للخدمات الصحية وبعض المخالفات الطبية لبعض المؤسسات الصحية أوضح د, المانع خلال حديثه ل الجزيرة :
ان هناك أجهزة رقابية ترصد وتعاقب من يحيد عن النظم المنظمة للعمل الخاص ودعا كل من يتضرر إلى الرفع لوزارة الصحة أو مديرية الشؤون الصحية للتحقق من صحة الشكوى.
وفيما يلي نص الحوار الذي أجرته الجزيرة مع مدير الشؤون الصحية بمنطقة الرياض.
* في البداية وبعد أن مضى على تعيينكم قرابة الأربعة أشهر كيف ترون المستقبل أمامكم ,, ؟
أولاً: أقدم شكري وتقديري لجريدة الجزيرة الغراء لاهتمامها بالخدمات الصحية بمنطقة الرياض ونأمل أن تستمر أواصر التواصل بيننا لما فيه خير بلادنا أعزها الله وأيدها بالنصر.
ثانياً: كما تعلمون ان منطقة الرياض هي أكبر مناطق المملكة من حيث المساحة والتوزيع السكاني فهذه المساحة الشاسعة تتطلب جهداً كبيراً، كما أن مكانة الرياض كعاصمة وواجهة للمملكة تتطلب الارتقاء بكافة الخدمات ومنها الصحية على وجه الخصوص فمن هنا نستشعر المسؤولية فبعون الله سبحانه وتعالى وسند مقام إمارة الرياض ووزارة الصحة سنعمل بإذن الله بكل ثقة على تطوير الخدمات الصحية بمنطقة الرياض حتى تصل إلى المستوى الذي نهدف إليه جميعاً، فالحمد لله نحن نخطو على أرض ثابتة ونأمل في مستقبل مشرق.
* صدرت قبل مدة قصيرة ميزانية الدولة وكان لوزارة الصحة زيادة 4% كيف تنظرون لهذه الزيادة؟ ماذا تعني هذه الزيادة ,,,؟
إن هذه الزيادة تعكس اهتمام حكومتنا الرشيدة وولاة الأمر حفظهم الله ورعاهم بصحة المواطن والمقيم على أرض هذه البلاد المباركة وحرصهم أن تواكب الخدمات الصحية في المملكة أرقى المستويات في العالم, ونحن في منطقة الرياض نأمل في ميزانية طموحة تمكننا من تطوير وتوسيع قاعدة الخدمات الصحية في المنطقة عامة وخارج المدن الكبيرة خاصة حيث تكمن الحاجة لخدمات الرعاية الصحية الأولية.
* أحدثتم تغيرات سواء داخل المديرية أو خارجها فهل تعني هذه التغيرات ان سياسة جديدة ستطبق وماهي ملامح هذه السياسة؟
إننا نسعى للتطوير وتفعيل أجهزة المديرية وروافدها داخل مدينة الرياض وخارجها حتى تؤدي دورها على الوجه الأكمل والتغيرات التي تمت هي تنظيمية أملتها ظروف العمل وليس القصد منها النيل من أحد أو الخروج عن المألوف، فإذا أردنا أن نطور ونفعل الأداء علينا الاهتمام أولا بالعنصر البشري ومراجعة المواقع حتى نضع الرجل المناسب في المكان المناسب ودعمه لأداء واجبه على الوجه الأكمل حتى نحقق الهدف المنشود, ونحن نقدر كل من بذل جهداً مقدراً والذين مازالوا يقومون بواجبهم على الوجه الأكمل وبقدر كبير من نكران الذات وحب الوطن.
* مستشفى النقاهة يقع في منطقة صناعية وغير ملائمة صحياً؟ ومستشفى الصحة النفسية يقع في منطقة سكنية مزدحمة والمبنى مؤجر ويعاني المستشفى من ضغط كبير بسبب عدم تلاؤم الحجم مع اعداد المرضى؟ ومبنى المستشفى الجديد بعرقة تم الانتهاء من تجهيزه قبل 7 سنوات وحتى الآن لم يتم الانتقال إليه وكان التعليل انه لم يدخل ضمن الميزانية الآن وبعد الميزانية؟
* هل سيتم الانتقال فعليا إلى المبنى الجديد؟ متى (تاريخ محدد) ,, ؟
و ماذا عن نقل مستشفى النقاهة ودمج مستشفى الصحة النفسية مع الأمل ,, ؟
بالفعل تم تشييد مستشفى جديد للصحة النفسية يسع 500 سرير وقد كونت الوزارة لجنة لمتابعة العمل في المستشفى وإجراء بعض التعديلات الهامة حتى يستوعب المستشفى كلا من مستشفى الصحة النفسية ومستشفى الأمل بناء على تعليمات معالي الوزير بالانتقال إلى المبنى الجديد في عرقة وقد عقد في يوم الاربعاء الماضي اجتماع برئاسة الوكيل المساعد للطب العلاجي للإعداد للانتقال إلى المبنى الجديد وقد اتفق مبدئيا أن يكون الانتقال في أول صفر القادم ان شاء الله ان لم يكن هناك أي عوائق فنية تحول دون ذلك وبعد الانتقال إلى المبنى الجديد سوف ينقل مستشفى النقاهة إلى مبنى مستشفى الأمل إن شاء الله, أما بالنسبة لمستشفى النقاهة على الرغم من أن الموقع بين المصانع والكسارات إلا ان تغيرا جذرياً حدث في المستشفى من الداخل بفضل المجهود الكبير الذي بذل مؤخرا.
وبالمناسبة فإنني أقدر الجهد الكبير الذي بذله زميلي مدير المستشفى على الرغم من أنه لم يمض على تعيينه إلا أقل من ثلاثة أشهر مما كان له الأثر الإيجابي على نفسيات المرضى ولله الحمد.
* مستشفى صحارى يقع في مبنى متصدع والمبنى قديم ظهرت به تشققات في بعض أجزائه, ألا يوجد حل مؤقت لهذه المشكلة أو فكرة لإنشاء مستشفى جديد؟
مستشفى صحارى مبنى مستأجر والمديرية تسعى لإيجاد البديل المناسب بمدينة الرياض إذ إن هذا المستشفى ليس مختصا بعلاج مرضى الدرن فقط بل يقوم باجراء الفحوصات لكل العاملين سعوديين أو غير سعوديين قبل الالتحاق بأي وظيفة لذا جار البحث عن إيجاد مخرج لهذه المشكلة بالنظر لعدة خيارات وهذا المستشفى الهام مكان اهتمام الإمارة والوزارة ومكان اهتمام المديرية وإن شاء الله نجد الحل المناسب.
* مجمع الرياض الطبي يعتبر المرجع الأساسي لمستشفيات الرياض فكيف تنظر للتعاون مع هذا المجمع؟ وهل يرى سعادتكم أن فصله من المديرية أفضل من الحاقه بالمديريةوهل تؤيد مقالة إرجاعه مرة أخرى للمديرية؟
المجمع مرجع أساسي لمستشفيات الرياض ومراكز الرعاية الصحية بل هو ليس مرجعا أساسيا لمنطقة الرياض فقط وإنما للمناطق الأخرى وبعض الدول بفضل النخبة الممتازة من الأطباء الذين يعملون بالمجمع, والفصل الإداري الذي تم هو من أجل اعطاء المجمع مزيداً من الاستقلالية التي تمكنه من التطوير والتحديث أما من الناحية الفنية فالتعاون وثيق بين المجمع ومنطقة الرياض وهو مازال المرجع الرئيسي لمراكز الرعاية الصحية الأولية بشمال وشرق ووسط الرياض والمرجع الرئيسي لبعض الحالات التي لاتوجد إمكانيات لعلاجها بالمستشفيات الأخرى بالمنطقة, وكما تعلمون فقد تفضل مولاي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وأسبل عليه ثياب الصحة والعافية بالتبرع بمبلغ وقدره 54 مليون ريال للمجمع وإنني على ثقة ان هذه اللفتة الأبوية الحانية من لدن خادم الحرمين الشريفين سيكون لها الاثر الطيب على اداء هذه المؤسسة الصحية العريقة وقد استبشر جميع العاملين بالمجمع على هذه اللفتة الإنسانية البارعة مما كان لها الاثر الطيب على نفوسهم جميعاً, وانني في هذه المناسبة أرفع اسمى آيات الشكر والتقدير أصالة عن نفسي ونيابة عن العاملين في القطاع الصحي بمنطقة الرياض لمليكنا وراعي نهضتنا وأسأل المولى عز وجل أن يحفظه ويرعاه وكذلك لا أنسى أن أذكر أن العمل في برج الأمراض الباطنية قد بدأ العمل به وسيسهم ذلك إن شاء الله في تطوير وتحسين الأداء في هذا الصرح الطبي الهام, وإذا رأى القائمون بالأمر إعادة المجمع للمديرية نرحب به ونأمل أن يجد الدعم اللازم حتى لا يكون عبئاً على ميزانية المديرية.
* المراكز الصحية تعاني من الإهمال والعشوائية على الرغم من أهميتها ونقص الأطباء: ترى ماهي الخطط للارتقاء بهذا المجال وما سبب نقص الأطباء؟
مراكز الرعاية الصحية الأولية داخل وخارج مدينة الرياض هي واجهتنا التي نطل بها على المجتمع العريض وهي تمثل بوابة المواطن الأولى بالدخول إلى النظام الصحي ففيها تتم متابعة الحوامل ومتابعة وتحصين الطفل بعد الولادة وهي تتابع الأمراض المزمنة وتكافح الأمراض, وعليه نحن نعي تماماً أهميتها ونسعى جادين لتطويرها حتى تلبي حاجة المواطنين في مجالات الصحة الوقائية والتطويرية والعلاجية, وقد بدأ بالفعل في تحسين بيئة العمل وتحديث التجهيزات الطبية وغير الطبية بالمراكز الصحية وليس هناك إهمال أو إغفال لما يجري فيها فهناك متابعة فنية للعمل وإشراف داعم من قبل إدارة الرعاية الصحية الأولية بالمديرية ومن أهم المشاكل التي تواجهنا داخل مدينة الرياض وخارجها أن كثيرا من مباني المراكز الصحية غير كافية لأنشطة الرعاية الصحية الأولية المتنوعة ونسعى إن شاء الله لايجاد الحلول المناسبة,, كما ان الكثافة السكانية العالية في الأحياء التي تخدمها بعض المراكز والتي تفوق المئة ألف نسمة داخل مدينة الرياض غير مناسبة مع حجم القوى العاملة الموجودة حالياً فكثير من المراكز الصحية فتحت تلبية لاحتياجات المواطنين داخل مدينة الرياض وخارجها على حساب القوى العاملة الموجودة وبإذن الله وبالتعاون الوثيق مع الوزارة نجد الحل لهذه المشكلة التي تعوق العمل بشكل كبير وتضعف من الأداء.
* من المشكلات التي يولدها نقص الأطباء ازدياد الضغط على الأطباء العاملين بالمؤسسات الصحية مما يسبب هذا النقص انخفاضا في أداء الطبيب؟
كما ذكرت سالفا ان النقص لايؤثر في أداء الطبيب فقط بل في حالته النفسية وبالتالي عدم تحقيق الأهداف التي نصبو إليها فهناك معدلات تحكم نسبة الأطباء مع السكان وأيضاً الفئات الأخرى وخاصة التمريض، فنحن لا نتوقع من الطبيب الذي يفحص أكثر من مائة مريض أن يقوم بأي دور توعوي بل قد لايجد الوقت الكافي بسبب الضغط أن يشرح للمريض الوقاية من المرض أو كيفية معايشة الأمراض المزمنة والحماية من المضاعفات التي قد تؤدي للوفاة لا قدر الله ففي إطار سعينا لتطوير الأداء نأمل أن تكون القوى العاملة مناسبة مع الكثافة السكانية وفقا لمعايير الوزارة وبالتالي تتوفر البيئة المناسبة للطبيب والممرض والكوادر الأخرى لأداء واجبهم على الوجه الأكمل.
* منطقة الرياض تعتبر الأكثر انتشاراً في مجال المؤسسات الصحية الخاصة وبالتالي أصبحت العملية تجارية بحتة وهذا نتجت عنه كثرة الأخطاء الطبية والتجاوزات القانونية، ماهي خططكم المستقبلية لمعالجة أوضاع هذه المؤسسات الأهلية؟
نحن ننظر للقطاع الخاص كقطاع مكمل للخدمات الصحية في القطاع الحكومي وهذا القطاع يحقق الكثير من أهداف وزارة الصحة مع وجود العامل التجاري, والوزارة والمديرية لهما أجهزة رقابية ترصد وتراقب وتعاقب من يحيد عن النظم المنظمة للعمل الخاص وكل من يتضرر ضرراً بينا ويرفع شكوى للوزارة أو المديرية ضد أي مرفق صحي يتم التحقق من صحة الشكوى ويجري التحقيق اللازم وتوقع العقوبات المناسبة متى ما ثبت ذلك ونحن لا ننكر وجود من يخالف الأنظمة ولكن دائماً نتخذ ضده الاجراءات اللازمة التي قد تصل إلى إغلاق المؤسسة الصحية الخاصة وتوقيع العقوبات بحق الأفراد.
* ولكن يلاحظ أن هذه المؤسسات الأهلية لا تلتزم بالقوانين والضوابط التي وضعتها الوزارة,, فمثلاً المدير الطبي للمنشأة يجب أن يكون سعودياً؟
كما ذكرت سالفاً أنه على الرغم من العدد الكبير للمؤسسات الصحية الخاصة بمنطقة الرياض إلا ان أجهزتنا حاضرة في كل مكان ترصد وتحرر المخالفات وتصدر العقوبات المناسبة, أما فيما يختص بسعودة الوظائف فهذه سياسة الدولة ونحن نعمل على تطبيقها كما وردت فالنظام ينص على أن يكون المدير الطبي والمدير الإداري لأي مستشفى خاص سعوديا أما بالنسبة للمستوصفات فإن المدير الإداري يجب أن يكون سعوديا ونسبة السعودة في الوظائف الأخرىخاضعة لقرارات مجلس الوزراء الموقر بالإضافة إلى ذلك نحن نصر على إعطاء الأسبقية في كافة الوظائف للسعوديين أولا قبل غيرهم تحقيقا للأهداف الوطنية السامية.
* اتجاه الأطباء للعمل بالوظائف الإدارية يزيد من مسألة نقص الأطباء السعوديين لاسيما وأن الدولة تدفع الشيء الكثير على هذا الطبيب لكي يصبح مؤهلا تأهيلا عالياً وبسرعة نقعد هذا الطبيب ويتحول إلى العمل الإداري الذي يوجد به متخصصون كثر, هل أنتم مع أو ضد تكليف الأطباء بأعمال إدارية؟
كما تعلمون ان العمل في المجال الصحي ليس إداريا بحتا بل هو فني وإداري في نفس الوقت ولذلك تجد في جميع دول العالم أطباء متخصصين في المجال الإداري الصحي وينالون فيه أعلى الدرجات خاصة في مجالات التخطيط الصحي وإدارة المنشآت الصحية, وإنني أتفق معكم بأن العمل الإداري البحت لايمكن ان يترك للطبيب وحده فمقدراته في هذا المجال محدودة وخاصة ان كان غير متخصص في المجال الإداري الصحي بكل ابعاده وانني أرى تكليف الأطباء حديثي التخرج بأعمال إدارية فيه نوع من التبديد لقوى عاملة مدربة لاداء واجبات فنية محددة وأمامها مستقبل عريض للتخصص في مجالات الطب العلاجي المختلفة والوقائي والصحي الإداري ولكن هناك ضرورة ملحة لانخراط كبار الأطباء والذين أمضوا سنوات عديدة في المجالات الوقائية والعلاجية في السلك الإداري الصحي الذي يتطلب المهارات الطبية والصحية الفنية بجانب قدرات إدارية وخاصة نحن نريد دعم إدارات المستشفيات بكفاءات وطنية تخطط وتنفذ بدقة احتياجات بلادنا اعزها الله في المجال الصحي.
|
|
|
|
|