|
| القرية الالكترونية
دخلت الإنترنت عامها الثالث في هذا الشهر ولا شك أن من أهم العناصر الأساسية لأي مشروع هو التقويم المستمر من أجل الوصول بهذه المشروع أو البرنامج إلى أعلى مستوياته وتعزيز مواطن القوة ومعالجة جوانب النقص وسواءً كان هذا التقويم مباشراً أو غير مباشر لكن لا بد أن يتم بطريقة علمية.
وحاجتنا لتقويم تجربة الإنترنت في المملكة هي حاجة ماسة لاسيما عند سماع الشكوى في المجالس سواءً على مستوى المستفيدين مثل الأفراد والشركات وبعض رجال الأعمال الذين لم يحركوا ساكناً - حتى هذه اللحظة- في مجال توظيف هذه الخدمة في أعمالهم, أو على مستوى الشركات المقدمة للإنترنت أو على مستوى شركة الاتصالات أو على مستوى مدينة الملك عبدالعزيز فالجميع يئن ويصرخ ويشتكي وكل مدع وصلاً بليلى على وجه العكس, وهذا التقويم سيكشف لنا تصديق أو تكذيب هذه المجالس أو الشركات والمؤسسات وسيوضح لنا إلى أين وصلنا سوءاً في مجال الجانب التقني أو الجانب التطبيقي.
وإن المتابع لواقع الإنترنت يسمح الشكوى تتكرر حتى من مقدمي الخدمة وإذا كانت المدينة أعلنت وبكل صراحة ووضوح وبررت للملأ أن أسباب بطئ الشبكة راجع إلى أن معظم مقدمي الخدمة بحاجة إلى شراء المزيد من سعة الارتباط الخارجي Bandwidth وأن المستهلك من تلك السعة حالياً لا يتجاوز 35% ويوجد مايزيد عن 65% من السعة الاجمالية المتوفرة لدى المدينة والبالغة نحو 201 ميجابايت ولكن جشع بعض مقدمي الخدمة يأبى إلا أن يكون الربح أضعافاً مضاعفة وبدلاً من أن يضع المعيار العالمي لكل مستخدم تجده يستأجر خطا يتسع مثلاً إلى 10 أشخاص ويقوم بتأجيره إلى 100 شخص, وبالطبع سيكون هناك بطء؟ ومن أراد معرفة المزيد عن هذا الموضوع فليذهب إلى موقع المدينة www.cgi.isu.net.sa/isputil ويمكن معرفة الخط المؤجر لشركته وكم نسبة التشغيل الذي تم تشغيله لفترة زمنية ثم توقف عن العمل بحجة انه لم يتم تشغيله رسميا,, كما أن هناك اتهامات للشركات المقدمة للخدمة بأنها تبيع الخط المؤجر إلى أكثر من شركة أو مؤسسة وبالتالي فأحياناً يكون خطاً مؤجراً بسعة 64 بت لأكثر من شركة وكل شركة لديها 30 جهازاً بالطبع فإن السرعة والبطء سيكون واضحين وجلين!!
أما الناحية الأخرى فهي قضية الشكوى من شركة الاتصالات وارتفاع أسعار الاتصال بصفة عامة وأسعار الخطوط المؤجرة (Lease Line) بصفة خاصة وهذا ينبغي أن يراجع بكل أمانة وصدق وصراحة بل إن ارتفاع الخطوط المؤجرة سبب أساسي لعدم إقدام كثير من المؤسسات والشركات والوزارات على استئجار خط خاص مما حدا بهم إلى الاقتصار على استخدام الطلب الهاتفي DAIL-UP فقط.
أما بالنسبة لمزودي الخدمة فيرون أن انقطاع الخدمة المتكرر سواءً بسبب شركة الاتصالات أو بسبب المدينة يؤدي إلى عدم اقتناع المستخدم بأن هذا من قبل المدينة أو شركة الاتصالات والأسوأ منه أن شركة الاتصالات تحاسب الشركات مادياً رغم هذا الانقطاع وهذا لاشك يعني عدم قناعة المستخدم بهذا المزود.
أما رجال الأعمال فيرون أن انقطاع الخدمة المتكرر,,,لا يشجع على التفكير - فضلاً عن الدخول- في توظيف هذه الخدمة في أعمالهم والاعتماد عليها بل إنهم يسمعون من عدم وجود بنية تحتية للاتصالات تجعل من المستثمرين التفكير جدياً بالدخول في مثل هذا المشروع.
وأخيراً ماذا عن تطبيقات المجتمع لهذه التقنية هل هي سلبية أم إيجابية؟ وماهي المواقع التي يكثر ارتيادها من قبل الشباب والمراهقات؟ وكذلك من قبل الشركات والمؤسسات؟ ومن قبل الدوائر الحكومية؟، وهل أثر هذا الاستخدام المجتمع ثقافياً واجتماعياً وسياسياً واقتصادياً وأمنياً وإعلامياً,,,الخ أعتقد أننا بحاجة إلى من يقوم هذه التجربة ولعل مدينة الملك عبدالعزيز تقوم بتمويل ودعم بحث عن هذا الموضوع لاسيما إذا علمنا أن المدينة من مهمتها دعم البحوث التي تسهم في الاقتصاد الوطني من جميع جوانبه؟
* جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
almosa@almosa.net
|
|
|
|
|
