| الاقتصادية
يقضي كل واحد منا جل نهاره في العمل ولا يستطيع أن يتخيل نفسه بدونه أبداً فالعمل عبادة, ونستطيع القول ان هناك الكثير ممن يتفانون في العمل مهما كان الثمن لذلك وهناك تشبيه لمن يتفانون في العمل ولا يرون حياتهم إلا فيه بأنهم مدمنون عمل وهذا حسبما تعبر عنه فئة من الناس في الغرب بقولهم (Workaholic)، وهذا شيء لا يعيب صاحبه قطعاً فكلما أخلص الواحد منا لعمله وتفانى فيه شعر براحة داخل نفسه وباحترام لذاته.
إنما، لي في هذا المقام مقولة، بعد يوم طويل من الجهد المتواصل والمقابلات والتعاملات والفاكسات والهواتف الغزيرة والكمبيوتر وبريده الإلكتروني وشبكة الاتصالات وعجائبها وأخبارها، نصل إلى منازلنا وبنا شوق للجلوس مع العائلة بهدوء وطمأنينة بعيدا عن ضوضاء العمل وضغوطه، فلا بد لنا من أجل الاستمرار في خضم العمل اليومي بقسط من الراحة تسترخي خلالها أعصابنا المشدودة وفكرنا المشغول المتوتر الدائم التفكير,, ومن هنا أود أن أبدأ:
دأب أصحاب العمل على زيادة الإنتاج والاستفادة من الوقت لهذا الغرض، فبعض الأعمال تستمر على مدار الأربع والعشرين ساعة دون توقف باتباع نظام الورديات, أما المفكرون فقد عنوا بدراسة ساعات العمل وتقسيمها وتحديد طولها واستمرارها، ودراسة حاجة الإنسان للراحة وأيام العطل والإجازات فأين يجب علينا التوقف في هذه الحال وفي أي الاتجاهين يجب علينا أن نسير؟
إن بين زيادة الإنتاج والحفاظ على نوعيته وبين الراحة والإجازة علاقة وطيدة فكلاهما مكمل للآخر، فإذا أردت إنتاجاً متميزاً بكمه وبنوعيته فعليك ان تحرص على تحديد ساعات العمل وأيامه بما يتلاءم وطبيعة العمل, فكثيراً ما نسمع عن أنهم في اليابان يجبرون الموظف والعامل على الإجازة حتى ان بعض الشركات هناك ينظمون رحلة بكل تفاصيلها لموظيفهم خارج المدينة التي يعمل فيها والهدف منها أن يبتعد الموظف كل البعد عن جو العمل لينغمس براحة واستجمام واسترخاء ولهذا فوائد ثلاث:
1 كسر حلقة الروتين اليومية التي دامت عاما كاملاً بكل ضوضائها وصخبها.
2 إعطاء الموظف دعماً نفسياً يشعر معه أنه مهم للمنشأة التي يعمل بها فهي تقدر له جهده.
3 تحضير الموظف نفسياً وجسدياً للعودة للعمل بالحماس المطلوب ليضع كل جهد وتركيز ممكن في خدمة عمله.
من الواضح ان الفائدة مشتركة من الإجازة فهي لفائدة صاحب العمل بقدر ما هي لفائدة الموظف, وكل ما ذكر عن الإجازة ينطبق على العطلة الأسبوعية وساعات العمل اليومية إنما بنطاق أضيق.
أما على مستوى الفرد، صاحب عمل كنت أو موظفاً فاحرص بأن تراعي صحتك بالنوم مبكرا (لا تسهر أكثر من الحادية عشرة مساء) خذ كفايتك من النوم (بمعدل سبع ساعات يومياً)، اعتن بنوعية غذائك وبتنوعه واعلم أن وجبة فطورك في الصباح ضرورية ووجبة الغداء الخفيفة صحية، أما الإكثار من الماء والسوائل بشكل عام فهو مفيد للجسم ولتنشيط الدورة الدموية، ارفع عينيك عن شاشة الحاسب الآلي لمدة عشر دقائق على الأقل لكل ساعة عمل، ولتغير من جلستك خلف المكتب بين الفترة والأخرى بأن تنهض لالتقاط ملف أو خلافه, غذ فكرك بالقراءة والاطلاع الدائمين فلهذا أثر كبير على تطورك وعلى الحفاظ على الثقة بالنفس والتوازن.
وننتهي إلى القول بأن عليك أن تمنح نفسك وموظفيك الراحة المطلوبة، وهيئ لنفسك ولموظفيك الفرصة للاستمتاع بما منّ الله علينا به من مال وبنين وخير كثير.
E - mail:al-araj@al-araj-com
|
|
|
|
|