قال ابراهيم بن حسن الاسكوبي 1264- 1332ه سنة 1331ه/1913م:
يا آل عثمان فالمغرور من غُرَّا
بأهل اوربة او عهدهم طرَّا
أتأمنون لموتورين ديدنهم
ان لا يروا منكم فوق الثرى حرا
تمالئوا فخذوا حذراً فانهم
يرون ابقاءكم بين الورى ضرا
فهذه دولة الطليان حين رأت
اسطولكم ليس يغني فاجأت غدرا
وشقت البحر بالأسطول معجبة
تختال تيهاً به مغرورة سكرى
وانزلت بطرابلس عساكرها
فهل أوربة كفت عنكم شرا
فما على من رأى لحما على وضم
يجتره غيره لوم اذا اجترا
***
نصيحة حثها النصر المبين لكم
عسى عسى بعدها ان تنفع الذكرى
قلت: يدرك الباحث في تاريخ الأدب في جزيرة العرب في الثلث الاول من القرن الرابع عشر الهجري اهمية هذه القصيدة ومنزلتها الأدبية وما قامت به من دور ادبي تاريخي مهم، فلقد مثلت الشعر السياسي المبكر يومئذ ونالت اهتمام الباحثين وعنايتهم، فمن الواضح ان هذه القصيدة تعد عند بعض الباحثين بداية لعصر البعث الأدبي الحديث في الحجاز، وانه: لم يسبق لشاعر من شعراء ذلك الجيل ولا ما قبله,, ان سلك في شعره هذا السبيل الشائك الذي كان يعتبر فضولا ونزقا وشططا من الشطط يقول احد المهتمين بشعر الأسكوبي: نلحظ هذه الشجاعة الأدبية التي دفعت الشاعر الى النصيحة بنفسه في سبيل التنبيه على مظاهر الأدواء ومكامن الخطر التي رآها الشاعر تهدد امته ودولته واتت هذه الصرخة في جو خانق للحريات فرضه اتحادو تركيا على الولايات العثمانية، ولم تسلم منه الحجاز، وفي ظل هذه الحالة اكتسب الاسكوبي دورا بارزا في الشعر السياسي بهذه القصيدة ، ونال: الكثير من تقدير وثناء من تحدث عن الحياة الادبية الحديثة في الحجاز (1) ، فلعل هذه القصيدة وغيرها تسد نقصاً في تاريخ الادب العربي ذي الحلقات الادبية المفقودة.
الحواشي:
(1) انظر من بواكير الشعر السياسي الحديث في جزيرة العرب لعبدالله ابو داهش.