| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
لقد استبشر الطلاب المقيمون في المدن الكبرى لاجل الدراسة في الجامعات من المواطنين بتصريح صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية حفظه الله باعادة فتح السكن الجامعي وفق تنسيق جديد، ولهج الآباء وكذلك الامهات له بالدعاء على هذه البشرى التي طالما انتظروها بفارغ من الصبر فجزى الله ولاة امرنا كل خير على ما يقدمونه للعلم واهله كل خير، ونسأله سبحانه ان يجعل ذلك في موازين حسناتهم.
لكن يحز في النفس ويشد الانتباه موضوع طرحه احد الكتاب ينادي فيه بإلغاء المكافأة التي يتقاضاها الطالب الجامعي وكأن هذا الكاتب فيما يبدو يتكلم من برج عاج فلم يكن على اتصال بهؤلاء الطلاب الذين يعانون الامرين في انتظار صرف هذه المكافأة في نهاية كل شهر، ان لم تتأخر مع الشهر التالي لدرجة ان من الطلاب الغالبية منهم يقترض ويستدين قيمة مذكراته وكتبه وقيمة وقود سيارته إن وجدت او اجرة سيارة الاجرة لحين استلام تلك المكافأة، هذا من واقع الطلاب الذين ينتسبون للجامعات في الرياض فما بالك بالطلاب الذين في المناطق الاخرى!
انك تجد الطالب يغترب عن بلده لطلب العلم والحصول على وثيقة تؤهله لوظيفة يقتات منها ويطعم اهل بيته بل من الطلاب من يصرف على اهله من مكافأته! أبعد من هذا كله يأتي من يطالب بقطع المكافأة عن الطلاب؟
إن ما تنفقه الدولة على العلم واهله اعزها الله ونفع بها الاسلام والمسلمين لهو من اسرار توفيقها ورفعتها وازدهارها بين دول العالم ولا ريب في ذلك فلو رجع احدنا الى وثائق الآباء والاجداد ورأى حرصهم على ان يجعلوا من املاكهم اوقافاً بعد وفاتهم على طلاب العلم, ومازال ذلك قائماًحتى يومنا هذا، فهذا الإمام العلامة فقيد الامة محمد الصالح العثيمين رحمه الله واسكنه فسيح جناته يوصي ثلاثة من كبار طلاب العلم عنده بخلافته في التدريس في الجامع الكبير في عنيزة ويؤكد على وصيتهم برعاية شؤون طلاب العلم في ذلك الجامع, وهذا دأب سلف الامة فطالب العلم محل عناية ورعاية ولاة الامر من علماء وأمراء.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، ونسأله سبحانه ان يُبارك في ابناء المسلمين في الدارين، وهو المسؤول ان يهديهم الصراط المستقيم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين لهم بإحسان الى يوم الدين.
عبدالعزيز بن علي العسكر
الخرج
|
|
|
|
|