| عزيزتـي الجزيرة
يقال ان طه حسين سئل يوم كان طالباً,, لماذا هاجمت الأديب الكبير عباس العقاد عبر كتاباتك؟!,, فأجاب: كنت طالباً يسعى إلى الشهرة!!,, هذه النادرة إن صحت ترددت كثيراً في مدارك عقلي أثناء متابعتي للنقاش شبه الموضوعي الذي دار بين الأخ عبدالعزيز النخيلان والأستاذ محمد سالم المزيني بشأن الجمعية الخيرية بحائل على ضفاف العزيزة في أعداد الجزيرة: 10294/10300/10317 حينما انطلق فرس ذلك النقاش من مقال كتبه الأخ النخيلان على صفحة وطن ومواطن بتاريخ 8 رمضان 1421ه تناول خلاله تلك الجمعية بكثير من النقد السلبي الذي لم يسلم من رمي التهم والتشكيك بآلية عمل الجمعيات كما ذكر ذلك الأستاذ محمد المزيني أو إن أراد النخيلان الأستاذ محمد سالم الراجح!!,,.
لذلك نقول هل كان عبدالعزيز النخيلان طالب شهرة عبر رقاع الصحافة، أم هو كاتب يملك موهبة النقد البناء، أم أنه لا يعدو أن يكون مجتهداً غلبه الحماس ودفعت به الغيرة لقراءة الواقع حتى التبست عليه الأمور فلم يفصل حقها من باطلها؟!,,, عن نفسي أزعم أن ما أعرفه عن النخيلان أنه طالب طب في احدى الجامعات السعودية وليس طالب شهرة عبر الصحافة المحلية كما قد يبدو من كتاباته عن الجمعية الخيرية!! أما قراءة الواقع وتجويد هذه القراءة بمقال ناري أو على الاقل نقدي كالذي كتبه عن الجمعية الخيرية بحائل فهو الدليل على أنه لم يستطع البلوغ لمنطقة الفصل بين الحق الذي يسعى إليه والباطل الذي يزعم أنه رآه في ثنايا حال تلك الجمعية التي تعتبر واقعياً الرائدة في دفع عجلة الجهد الخيري بحائل على دروب النيات الصافية نحو تحقيق مجتمع المدينة الفاضلة ولكن ليس حسب الفلسفة الإغريقية!!
وهنا لست في مقام الدفاع عن الجمعية الخيرية بحائل وهو شرف لا أدعيه، كوني لست من المسؤولين عنها أو العاملين فيها أو من أعضائها الدائمين فضلاً عن أن الجمعية تزخر بالمطبوعات والنشرات والوثائق التي تشهد لها بتاريخ حافل بالإنجازات على صعيد المنطقة، إنما فقط يهمني شأنها كأحد أبناء المنطقة الذين لمسوا دورها الفاعل وعطاءها المتميز، ناهيك عن أنها مكتسب لكل المنطقة يجب المحافظة عليه حتى من النسمة الطائرة, فهذه الجمعية تشكل العلامة الفارقة في نجاح أهالي المنطقة في إيجاد قناة متماسكة واضحة المعالم والأهداف لإنفاق أموالهم في دروب الخير والبر والصدقات بأنواعها، مثلما أني لا أجرد قلمي بمقال أو تعقيب يكون رداً على الأخ عبدالعزيز النخيلان أو نقداً لما كتب حيال الجمعية والمسؤولين فيها وعنها، إنما اكتب لتوضيح جزئية أو نقطة هامة تتعلق بالجمعيات الخيرية عموماً وخيرية حائل على وجه الخصوص، لأن المتمعن بما كتبه يراع أخينا النخيلان سواء في مقاله الأول أصل النقاش الذي دار أو تعقيبه التالي لرد الاستاذ محمد سالم الراجح المزيني، لابد أن يلحظ بين ثنايا السطور حماساً عفوياً أسقطه في بعض الهفوات وغيرة محمودة وضعت في غير محلها وجاءت في وقت ليس بوقتها، فضلاً عن تعدد مجالات الرؤية لدى الأخ النخيلان في مطالبه حيال الجمعية وتحديداً المسؤولين الجدد فيها!! فتارة يطالب بقرارات تصحيحية وتارة أخرى يطالب بالارتقاء وهذا خلاف ذاك!!,.
والتوضيح الذي أقصده لمجمل موضوع الجمعية يرتكز على جزئية في غاية الأهمية لم ينتبه لها الأخ النخيلان مع بداية أول حرف خطه في مقاله الأول، وهي ببساطة (سمعة) الجمعية الخيرية بحائل، فإن كنا لا نتهم الأخ عبدالعزيز النخيلان في محاولةتشويه هذه السمعة التي تجذرت في نفوس الأهالي منذ سنين فإننا أيضاً لا نزكيه أو نبرىء ساحته من سوء الفهم الذي أدى إلى عدم دقة في التعامل مع معطيات الواقع وإنجازات السواعد الخيرة، وعدم التفريق بين ما يمكن القبول بنقده على الملأ حتى لو كان نقداً إيجابياً وبين ما يأتي نقده أو تقييمه (بصفة خاصة) عبر قنواته الرسمية ومن خلال ملاحظات ودراسات تحملها أجنحة الأوراق والأدلة الموثقة إلى المسؤولين من تلك القنوات ثم إلى القيادة الإدارية في الجمعية محل النقد أو التقييم أو الملاحظة!! لأنه لا تثريب من النقد الموضوعي في حال قطاع عام معين كمصلحة حكومية أو دائرة وزارية أو قطاع خاص كمنشأة أهلية أو جهة تجارية أو غيرها,,, كون القطاع العام مدعوما من الدولة وبتمويلها ولايضير سمعته النقد، لأن الحاجة هي الرابط بين المواطن وهذا القطاع، مثلما أن القطاع الخاص يعتمد على نوع وجودة الخدمة التي يقدمها مع رأس المال الذي هو أساس له والنقد في حقه يحسن هذه الخدمة كما يبعد القطاع الرديء عن مجالات السوق، بيد أن الحال يختلف كلياً بالنسبة للجمعيات الخيرية والمؤسسات الإغاثية وإن كان بعضها قطاعاً خاصاً، كونها تعتمد في بقائها (بعد الله) على أموال الغير من متبرعين وأهل الخير سواء كانوا دائمين أو متقطعين!! وهؤلاء لا يجمعهم رابط بالجمعية الخيرية أو المؤسسة الإغاثية إلا (رابط الثقة) بحسن التصرف في إدارة المال والأمانة في إنفاقه مع الاستثمار المتنوع لجزء من هذا المال، والكل يعرف أن هذا النوع من الثقة لايتولد إلا من رحم (السمعة) الحسنة والنقية لهذه الجمعية أو تلك المؤسسة الإغاثية.
من ذلك نؤكد على أن الجمعية الخيرية بحائل أو في منطقة أخرى ترتبط حياتها بسمعتها!! لذلك كان الواجب على الأخ النخيلان أن يتجه أولاً نحو تفعيل النقد في جانبه الإيجابي من خلال عرض الملاحظات وتوثيقها بعيداً عن النواحي السلبية في النقد كالتشكيك أو الحكم المتسرع بركاكة ضوابط الجمعية أو قذف التهم على المسؤولين والعاملين فيها أو ما يأتي على هذا المنوال,, وثانياً,, بان يكون ذلك النقد الايجابي عبر قناة تتصل مباشرة بالمسؤولين في الجمعية والذين يظن بهم الأخ الكريم كل خير وأنهم أهل للمسؤولية وحسن التجاوب,, ثم بعد ذلك ينتظر ردود الأفعال وصدى ذلك النقد,, التي إن جاءت بخلاف ما ذهب إليه رغم الأدلة والتوثيقات فإنه يكون معذوراً في طرق أبواب الإعلام لكشف كل شيء,, أما إن جاء التجاوب على ما يحب وينشد فإنه بذلك صان سمعة الجمعية من الخدش في حال لو ظهر إن الواقع يشهد بنقيض مايزعم.
يبقى ان أشير إلى أن المسؤولين في الجمعية الخيرية بحائل يملكون من رحابة الصدر للنقد الموضوعي ويعطون من الوقت للاستماع,, ما يشجع كل غيور من أمثال الأخ عبدالعزيز النخيلان على زيارة هذه الجمعية الرائدة والتعرف على واقعها بحقائقه وإبداء الملاحظات بكل أنواعها.
هذا ما كان والله المستعان.
محمد بن عيسى الكنعان
|
|
|
|
|