| عزيزتـي الجزيرة
القدوة في التربية هي أفضل الوسائل وأقربها إلى النجاح لأن كل وسيلة تظل حبرا على ورق ما لم تتحول إلى حقيقة واقعة تتحرك في واقع الارض وسلوك بارز يترجم المشاعر والأفكار ومن هنا نتبين ضرورة اهتمام الأبوين وكل مرب بتربية من يرعاه ويتعهده والعناية به وتنشئته على الآداب الإسلامية، على ان يكون الأب والمربي قدوة حسنة وأسوة صالحة فيما يغرسه من مبادئ وما يسعى إلى غرسه من أخلاق، وإلا باءت التربية بالفشل الذريع، ففاقد الشيء لا يعطيه، ومن غير المعقول ان يطالب المدخن غيره بالاقلاع عن التدخين مهما بين مضاره وتحدث عن مفاسده, إذاً على الأب والمربي ان يتحلى بمكارم الاخلاق ومحاسن العادات ثم يبدأ مع من يريد تربيته بتعليمه الآداب الإسلامية في الأكل وفي الشرب وفي كل,, الخ ويعلمه القناعة، والنظافة، ويعوده الصدق والأمانة، ويترقى معه في هذه الاخلاق، وتلك المبادئ، فإذا بلغ السابعة بدأ بتعليمه الفرائض والحرص عليها، ويتابعه ويتعهده بالتشجيع، والثواب أحياناً وبالعقاب والتخويف أحياناً كما بين رسول الهدى صلى الله عليه وسلم في حديث الأمر بالصلاة لسبع.
ويترقى معهم كلما كان قادراً وعالماً في أحكام الدين وتشريعاته يعرفهم عليها ويوصيهم بها ويتابعهم في تنفيذها، إنه إذا فعل ذلك قدم للمجتمع نماذج طيبة وعناصر فاضلة، عزيزة بالإسلام ومبادئه متحلية بأخلاق الإسلام وآدابه.
كما لا يفوتني ان أنبه إلى ان من صميم العناية بالنشء وتنشئته على الآداب الإسلامية، العناية الصحية والجسمية وما يتبع ذلك من غذاء مناسب وتربية بدنية وكساء كاف وعلاج ودواء ووقاية من الأمراض والأوبئة فالعقل السليم في الجسم السليم، والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف,
هذا والحمد لله رب العالمين، ولله الأمر من قبل ومن بعد، ولكم وافر التحية.
سعد مسفر شفلوت
منطقة عسير - سراة عبيدة
|
|
|
|
|