| المتابعة
أكدت مصادر أمنية موثوقة في صنعاء بأن سفاح كلية الطب محمد آدم عمر إسحاق ادلى في آخر اعترافات له بمعلومات خطيرة تتعلق بارتباطه الوثيق بجهاز الموساد الاسرائيلية.
وقالت المصادر لالجزيرة إن آخر محاضر التحقيقات في قضية كلية طب جامعة صنعاء تضمنت اعترافات من جانب السوداني محمد آدم والذي اقر من خلالها بأنه يعمل مع المخابرات الاسرائيلية الموساد منذ أكثر من 20 عاما وقد قدم خدمات كثيرة لصالح هذه المخابرات في عدد من الدول العربية حيث كانت اليمن هي المحطة الاخيرة في رحلة عمله التجسسي هذا,, وانه كان ينتقل بين الاقطار العربية بوثائق مزورة وتحت اسماء مستعارة.
وامتنعت المصادر عن اعطاء تفاصيل اخرى حول هذا الجانب مما اشتملت عليه محاضر التحقيقات المشار إليها والتي لم تقدم الى المحكمة بعد,, مضيفة بأن سفاح جامعة صنعاء اعترف بتفاصيل جديدة ايضا فيما يتعلق بجرائم القتل التي اكتشفت في مشرحة كلية الطب أواخر شهر ابريل من العام المنصرم وعدد الضحايا والاشخاص الذين كانوا يأتونه بالجثث للتخلص منها,, ونوهت إلى ان هذه الاعترافات الجديدة لم تقدم ضمن ملف القضية إلى المحكمة الابتدائية التي اصدرت في شهر نوفمبر الماضي حكما بالاعدام للسفاح محمد آدم عمر اسحاق.
وفي هذه الاثناء ذكرت مصادر على صلة بالقضية ان السفارة السودانية بصنعاء وجهت مذكرة إلى السلطات المختصة في اليمن تضمنت الاعتراض رسميا على الاسلوب الذي تم التعامل به مع القضية، كما تضمنت المذكرة طلب استئناف الحكم الصادر ضد محمد آدم إلى جانب كشف ملابسات القضية كاملة مع بقية المتهمين حسبما افادت المصادر المذكورة.
ولم يتضح بعد ما هو موقف السلطات اليمنية من مذكرة السفارة السودانية التي تعتبر بمثابة تطور مفاجئ من وجهة نظر بعض المتابعين لقضية كلية الطب خاصة وانها جاءت في وقت متأخر بعد ان كانت السفارة السودانية بصنعاء قد التزمت الصمت طوال الفترة الماضية,حيث اعتبر مسؤولون في اجهزة النيابة والقضاء ان ما جاء في مذكرة السفارة لا يستند إلى اي اساس قانوني يوجب الاخذ بها, إلا ان المذكرة في حد ذاتها تعد تطورا جديدا في مسار القضية الذي تتوقع المصادر ان يشهد تحولات مثيرة في الاسابيع القادمة.
هذا وكانت مصادر مطلعة قد اشارت في وقت سابق إلى ان محمد آدم عمر إسحاق ضبط في عام 1984م في مدينة عدن قبل ستة اعوام من قيام الوحدة اليمنية وذلك عندما اكتشف انه كان يقوم بجمع معلومات عن معسكرات الفلسطينيين لصالح الموساد وتم الافراج عنه وترحيله إلى خارج اليمن الجنوبي حينها بعد سجنه لمدة ستة أشهر وقالت تلك المصادر انه كان حينها يحمل جواز سفر مزور صادر من احدى الدول العربية تحت اسم جون وكشفت مصادر الجزيرة بأن سفاح كلية طب جامعة صنعاء كان له دور في عملية ترحيل آلاف الاشخاص من يهود الفلاشا الاثيوبيين إلى اسرائيل كما جاء في اعترافاته,, ونوهت إلى ان الزوجة الثانية لمحمد آدم والتي كان تقيم معه في صنعاء واسمها حواء تعد شريكة رئيسية له في جميع انشطته.
وقالت المصادر ان دخول السفاح المذكور إلى اليمن في بداية التسعينيات وعمله في مشرحة كلية الطب في جامعة صنعاء كان من خلال عملية مرتبة بدقة من قبل بعض الاشخاص الاجانب احدهم كان يتمتع بنفوذ كبير داخل الكلية المذكورة، حيث يعتقد ان هؤلاء الاشخاص هم ايضا على صلة بالموساد الإسرائيلية, واضافت بأن الاشخاص الذين رتبوا عملية استقدام محمد آدم إلى جامعة صنعاء نجحوا في ذلك بعد ان تمكنوا من ايهام الجهات المعنية في الجامعة بأن هذا الشخص يحمل مؤهلات عالية وله خبرة طويلة في مجال التشريح مما جعل قيادة جامعة صنعاء تستعجل في طلبه وتوقيع عقد عمل معه,, ولم تبن الحقيقة إلا قبل اشهر من خلال مذكرة بعثتها وزارة الداخلية السودانية إلى السلطات في صنعاء في شهر سبتمبر الماضي اكدت من خلالها ان محمد آدم عمر اسحاق لا علاقة له بأمور التشريح ولم يسبق له العمل في هذا المجال كما قيل في جامعة الخرطوم وان نشاطه في السودان كان فقط كحارس في احدى مقابر الخرطوم وعامل نظافة.
|
|
|
|
|