ماذا عساي أن أقول,, وماذا عساي أن اكتب,, خطب جلل ومصيبة عظيمة,, لو سخرت أقلام العالم كلها ونفد حبرها,, فلن تستطيع أن تفي بالتعبير عن مصابي,, نعم,, مصابي ومصاب الأمة الإسلامية بأسرها,, فالخبر أكبر وأعظم من أن نستوعبه في لحظة,, في يوم,, بل في شهر، كيف لا والخبر يعني الرحيل,, رحيل من,, سراج عنيزة,, إمام جامعنا,, الامام الفقيد,, محمد بن صالح العثيمين,, الذي منذ أن وعيت على الدنيا,, لم أسمع الا به,, خطيب جامعنا,, شيخنا وأبانا,, فما أعظم المصيبة,, وانا لله وانا اليه راجعون ,, كيف لعيوننا أن تنسى أو تغفل لحظة واحدة عن ذكره عندما نمر بمسجده,, بطريقه الذي كان يسلكه الى المسجد,, أماكن كثيرة مر بها يوميا فكيف لي أن أسلو عن صاحبها,, من خطت أقدامه ذهابا وإيابا طريقا كان يسلكه في كل فرض الى المسجد,, من كنت أراه بأم عيني يسير وحشد من طلبته معه,, يسألونه ويستفيدون من علمه,, بحر من العلم يسير ويعلم,, يسير ويؤدب,, يسير ويوجه كيف لآذاني أن تنسى ذلك الصوت الشجي الذي يتردد صداه بمجرد مرورك من قرب جامعه,, محاضرات ودروس,, لقاء شهري وندوات,, كيف لي أن أنسى,, وماذا عساي أن أنسى,, رحمك الله يا شيخنا,, رحمة واسعة وأدخلك فسيح جناته,, فبعد الله,, من لعنيزة بعدك,, من لطلابك,, لأبنائك لبناتك,, لأحفادك,, كل شبر في عنيزة يبكيك,, كل شبر في أرض المعمورة يبكيك,, كل عين سالت دموعها أنهارا,, حزنا على فراقك,, كل قلب مسلم ينزف ألما لرحيلك,, فاللهم ندعوك أن تلهمنا بعد رحيله الصبر والسلوان وأن تعوضنا بفقد شيخنا خيرا,, وأن تسكنه فسيح جناتك,, اللهم آمين.
منيرة عبدالله
عنيزة
|