تلثمت زفرتي في خاطري حينا
ولم أبن من بنات الشعر تلحينا
لأنني لست أرضى الشعر تكلفة
ولست ناهل واد غير وادينا
لكنه الحزن قد أملى أوامره
على فؤادي وابتز الشراينا
فإذا بها تستحث الخطو ناعيه
قصيدة ليتها إحدى نواعينا
حزينة، كيف لا؟ والدمع يخضبها
ومن فؤادي تقتات المضامينا!
إني أراها وقد ألقت بحلتها
وأنشدتنا بصوت عاد يشجينا
واقحمتنا عباب النوح ثانية
وفي ضمير الأسى تاهت مراسينا
وذكرتنا بذاك السور حين هوى
وكيف كان عن الأهواء يقصينا
لم يبرح الموت بالأفذاذ يطلبهم
يسل أخيارنا منا ويسبينا
يا ابن العثيمين يا شمساً غربت وقد
كنا بنورك تحدونا أمانينا
يا ابن العثيمين يا من كنت حاضرنا
يا كيف اصبحت عنواناً لماضينا؟!
يا سيف عدل، ويا سهما نُعير به
ويا دليلاً الى الترجيح موزونا
ويا شجاعاً أتى في صولة فرمى
قوساً اذاق بني الإلحاد غسلينا
يا كم دحرت بهذا العصر من فتن
ولو أتيح لهنّ اليوم عُرّينا
كنا نقول إذا ما رامنا أحدٌ
بالسوء إن لنا صرحاً سيؤوينا
رحلت يا شيخ والأعداء تطلبنا
وأمتي ضعفها يغري الثعابينا
رحلت يا شيخنا ماذا سينفعنا
ولو بكينا ولو طالت مراثينا
لكنما ذاك شيء من محبتكم
ولن نوف لو صغنا الدواوينا
فداك يا شيخ لاه من تمرده
أضحى يقرب للاعداء القرابينا
فداك من لم يذد عن قدسه، فأتى
قرد يقتل أبناء المصلينا
فداك روحي وما كانت تؤمله
فليس في العمر شيء ظل يغرينا
أهنت نفسك في مرضاة خالقها
حتى فنيت، ونحن الجهل يفنينا
فرح لجنة رب كنت تنصره
هناك تلقى بها غراً ميامينا
يا رب أكرمه بالفردوس مأمله
ويرحم الله عبداً قال: آمينا