| متابعة
إن في حياة الاسلام ما يؤكد بحق نظرية الاسلام في الأخلاق الفعلية، وقيمة الإنسان تتمثل في مقدار ارتباطه بدينه، والقيمة التي يحرص الاسلام على تحقيقها في نفوس المؤمنين به ليست ضربا من الكلمات الجوفاء والعبارات المصطنعة ولكنها عبارة عن فعل يعقبه قول أو قول يعقبه فعل ما ينطق به الانسان المؤمن بهذا الدين السامي وهذه هي الركيزة الأولى لبيان قيمة الفرد الذي تحقق على يديه هداية الناس وعليه هو مصدر قيمته وسموه.
كان سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين إماماً زاهدا تقياً ورعاً متواضعا محبا للعلماء وطلبة العلم والفقراء والصالحين جواداً مكرما للضيوف مجاهرا بالحق عاملا به مشتغلاً بالتعليم والارشاد والتدريس والتأليف وخدمة المسلمين معتدلا متوسطا جامعا بين صحيح المنقول والمعقول وبين طريقة الفقهاء والمحدثين والأخذ بما اتفق عليه جمهور اهل العلم, فكان من العلماء البارزين في علوم كثيرة في هذا العصر وجمع المصنفات الكبيرة والصغيرة وتفرد بفن الوعظ والارشاد والخطب الذي لم يلحق شأوه فيه وفي طريقته وشكله وفصاحته وبلاغته وعذوبته وحلاوة ترصيعه ونفوذ وعظه وغوصه على المعاني البديعية وتقريبه الأشياء الغريبة بمشاهد ملموسة في هذا العصر فكانت له اليد الطولى في العلوم الكثيرة النافعة وله مشاركات في علوم كثيرة، وفقد العالم الاسلامي بصفة عامة والمملكة العربية السعودية بصفة خاصة والحلقات الدينية العلمية بصفة اخص العالم الفذ المثالي، وحقا ان في موت العالِم موتاً للعالَم اجمع فرحم الله الشيخ محمد العثيمين رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته.
حافظ إكرام الحق رباني
مندوب الأمور الخارجية لجمعية علماء بريطانيا
|
|
|
|
|