لم يكن مساء الاربعاء 15/10/1421ه مساء عاديا,, فقد رحل والدنا وشيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين الى جوار ربه رحمه الله فنزل علينا خبر وفاته كالصاعقة فهز كيان الأمة واحدث فيها فجوة,, لم استطع الصمود امام هذا الخبر المؤلم فقد أدمى القلوب,, وايقظ النفوس فالدموع أبت البقاء,, فالبكاء هو الشفاء,, والعبرات تسبق العبارات,, والأفكار والتساؤلات كأمواج البحر تتلاطم في كياني,, كنا قبل برهة من الزمن نقول شفاه الله,, ولكن قدر الله استوفاه فأمسينا نقول رحمه الله,, انه لخطب عظيم وأمر يحزن له الصغير والكبير,, والدموع تذرف انهاراً لرحيله بل دما لفقده,, احب لقاء ربه فأحب ربه لقاءه إنه شعلة وقّادة بالايمان لا تنطفىء أبدا ترشد السائل وتهدي التائه وتوقظ الغافل,, رحمك الله يا شيخنا, كان دليله القرآن وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم أحبه الله ولا نزكيه على الله وحبب به خلقا كثيرا رحلت عنا وودعتنا وداع مودع ليس بعده لقاء,, لم يكن في الحسبان انك ستتركنا للحزن والألم,, رحمه الله رحمة واسعة فها هي صورته تلوح امام عيني,, ويتردد صدى صوته في أذني وهو جالس على ذلك الكرسي وسط جمع غفير من طلبته ومحبيه,, فقدنا شمعة مضيئة شمعة كنا نأنس بقربه منا ونحزن لبعده عنا فها قد رحل وتركنا,, مهما سطرت يا شيخنا الأقلام على ناصع الورق فلن توفيك حقك لانك علامة عصرك,, ولكن هذه اسطر خطها بناني,, ونبض بها وجداني,, اللهم ارحم شيخنا وأعل درجته وأنزله منازل النبيين والصديقين والشهداء والأبرار وعوض الأمة عنه من يسد الفراغ ويملأ المكان واجعل من بعده خير خلف لخير سلف.
(إنا لله وإنا اليه راجعون),, اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلف لنا خيرا منه.
ابراهيم عبدالله الشمسان
المذنب
|