هذا اليوم
,, هذا اليوم كسول بطيء
,, والصباح حزين كئيب
والعصافير صامتة,, أهي في حداد؟
,, سقط الطير الصغير من أعلى الغصن فمات
,, سقط شعب,, ليتنا مثل العصافير
,, نحن فقط,, نصمت فقط
* * *
,, هذا اليوم متردد في الظهور
,, في الإعلان عن نفسه
,,والشمس تشرق على استحياء
,, في خجل عفوي من نظرات البؤساء والمعدمين
,, مات أحدهم جوعاً,, مرضاً,, هماً
,, بكاه الصمت,, وجدران الخرائب المهدمة
,,ومزابل المدينة,, وقطط الشوارع التي شاركته الفاقة
* * *
,, هذا اليوم اتشح بالسواد
,, ولفته غيوم رمادية خانقة
(الأموات)
الأموات لا يدافعون عن أنفسهم,, ولا عن كرامتهم
والأموات لايدافعون عن كبريائهم,, وأنفتهم
,, إنهم لايدافعون عن ثمين قد كان في حياتهم
وهم وحدهم الذين يتشبثون بالصمت
وحدهم الذين لايجيبون الطفل الصغير على أسئلته العفوية عن معاني الظلم
والإهانة وأسبابها
وحدهم الذين لايصغون للقلوب المسكينة والأرواح البريئة التي هدها التعب
,, والتجوال والأنين في طرقات القسوة ومسالك المجهول
وهم ايضا لا يشفقون على البؤساء,, ولا يتعاطفون مع المساكين,, ولا يواسون
,, المنبوذين
,, الأموات فقط من يفعل كل هذا!! فيالنا من أموات
زيدون
|