|
| الريـاضيـة
أسباب عديدة تقف وراء عزوف الجماهير عن حضور مباريات كأس دوري خادم الحرمين الشريفين بخلاف التغطية الفضائية التي تحمل معها اغراءات كثيرة لكي يلزم المشجع منزله بدلا من تكبد عناء الذهاب إلى الملعب,, فمنذ عرف الجمهور الرياضي الفضائيات بتنوع تغطيتها وشموليتها وحيويتها في متابعة الحدث من كافة جوانبه بدأت ظاهرة عزوف الجماهير عن حضور المباريات في الملعب,, وهي تتسع وتكبر موسما بعد آخر.
غير ان السبب المباشر لهذه الظاهرة وتحديدا هذا الموسم تنوع ارتباطات الاندية ومشاركاتها الخارجية مما ادى إلى تأجيل عدد كبير من اللقاءات فتتأثر بذلك سلبيا متابعة الجماهير لمباريات الدوري فهي لم تعد تعرف من سيلعب هذا اليوم او هذا الاسبوع نتيجة كثرة المؤجلات والتي ستتصاعد عندما تستضيف طهران تصفيات كأس آسيا للاندية ابطال الدوري التي يشارك فيها الاتحاد والهلال وبطولة النخبة في سوريا وغيرها من المشاركات الخارجية التي افقدت الدوري جزءا كبيرا من مساحة الاثارة والتشويق التي كان يتمتع بها قبل ان تتسع دائرة مشاركات الاندية السعودية خارجيا على النحو الذي حدث هذا الموسم ومن المؤكد ان ما حدث يعزز ظاهرة عزوف الجماهير الرياضية عن حضور المباريات ويضعف كثيرا المستوى الفني العام للدوري,, وهذه ضريبة التغيير والتطوير وتنوع الابطال,, فهناك اربعة اندية سعودية على الاقل تشارك خارجيا في عدد من البطولات كل موسم,, بينما تجد فريقا او اثنين على الاكثر من الفرق العربية تمثل بلدها خارجيا كل موسم كالسالمية الكويتي مثلا والرفاع العربي البحريني.
والغريب ان هذه الظاهرة تحدث رغم الجهد الكبير الذي تبذله امانة اتحاد الكرة ولجنة المسابقات,, فالدوري مستمر ولا يتوقف وهذا أمر ايجابي ولكن المشكلة تكمن في كثرة مؤجلات الاندية وهذه خارج ارادتها,, فلا تستطيع منعها من المشاركة في البطولات الخارجية,, ولا تستطيع الزامها باللعب بفريقين في وقت واحد محليا وخارجيا إنها ضريبة التطور والتوسع في المشاركات الخارجية وتنوع الابطال والخوف كله ان تصيب هذه الظاهرة شريان تطور الكرة في المستقبل المنظور كنتيجة طبيعية لضعف المنافسات وغياب التشويق والاثارة وعزوف الجماهير الرياضية عن الحضور إلى الملاعب وتأثر خزائن الاندية سلبيا وفتور الحماسة لدى اللاعبين فالمطرب لا يبدع داخل قاعة خالية من الجمهور,, والنجم لا يعطي اجمل ما لديه في ملعب بدون جمهور,, انها سلسلة متصلة الحلقات تحاول شد الكرة السعودية الى الخلف إلى الوراء ما لم نتحرك سريعا لوقف هذا التراجع,, فالمتضرر الاكبر في النهاية هو المنتخب الوطني,, وعليه يجب ان نفكر بحلول بديلة كالحد من المؤجلات قدر المستطاع.
وعدم التوسع في ابتكار بطولات خارجية جديدة للاندية كتلك التي يفكر بها المسؤولون عن اللجنة التنظيمية لكرة القدم بدول مجلس التعاون,, بطولة السوبر ومشاركة 12 فريقا والاهتمام اكثر بمسابقات المنتخبات الوطنية وبطولات الناشئين والشباب والمنتخبات الاولمبية والحرص على مشاركة النجوم الدوليين فرقهم اطول فترة ممكنة,, المهم البحث عن افكار وحلول بديلة تعيد الحياة للملاعب والمدرجات فتعود الاثارة والتشويق وتلتهب حمى المنافسة بين الكبار ويرتفع المستوى ويتحسن الاداء,, وبعودة الجماهير,, ينتعش دخل الاندية ويعود الدفء لخزائنها ويبقى المهم,, ألا نقف تحت شرفة الانتظار والصمت والدهشة امام (وحش) المؤجلات الذي التهم الاخضر واليابس هذا الموسم على نحو غير مسبوق,,!!
|
|
|
|
|
