| الريـاضيـة
وصل المدرب السويدي المعروف سفن قوران ايركسون sevn goran eriksson الى لندن في الاسبوع الماضي وذلك لتولي منصب المدير الفني للمنتخب الانجليزي, وفي طهران اعلن المدرب الكرواتي المعروف بلازوفتش خلال مؤتمر صحفي تعاقده مع الاتحاد الايراني لكرة القدم لتدريب المنتخب الايراني وقيادته في التصفيات الاسيوية لكأس العالم 2002.
اما اذا انتقلنا الى الفصل الثاني فلنا ان نستعرض بعض المشاهد احدها هروب المدرب الشهير، وظهور بعض التقارير الصحافية التي تفيد توقيعه لعقد مع فريقه الاصلي، وفي نفس الوقت تصاريح متواصلة من مسؤولي النادي المغدور به بأن المدرب سيصل ثم تقارير تفيد نية المدرب التعاقد مع منتخب خليجي ثم تهديد من مسؤولي النادي بانهم سيلجأون للفيفا والاعلان عن الاتجاه والنية للتعاقد مع مدرب آخر.
وفي الفصل الثالث يتم الاعلان عن التعاقد مع مدرب مشهور بمبلغ معين وانه سيصل في يوم كذا، ثم ظهور تقارير صحافية تفيد تعاقده مع منتخب آخر وآخرى تؤكد قدومه لتدريب النادي المذكور بعد ذلك يتأكد تعاقد المدرب المذكور مع المنتخب المذكور وذلك بمبلغ اقل بكثير مما عرضه النادي عليه ثم يتم الاعلان والتصريح بان النادي متجه للتعاقد مع احد المدربين المشهورين، وفي البداية تم التوجه الى زميل ومواطن المدرب الهارب والذي اطلق النكته قبل الأخيرة والتي اصبحت مشهورة وذلك بقوله إن المدرب الهارب نصحه بتدريب النادي المغدور به مع العلم بانه سبق وان قام بتدريب النادي المذكور!!
وهكذا تتوالى فقرات هذا المشهد تارة بان المدرب سيكون يوغسلافياً وأخرى كولمبياً حتى ساعة كتابة هذا الموضوع.
وقبل الحديث عن الفصل الاول وعن ابرز عيوب الفصول الاخرى التي ذكرنا، دعونا وقبل ان ننسى نذكركم بآخر نكتة (أو نكتة الموسم)، يقولون بأنهم اخرجوه من صمته في الوقت الذي يوجد اسمه وصورته وتصريحاته وردوده وشكره ونفيه ومقابلاته وحواراته في الصحافة السعودية بشكل شبه يومي!!,, ها ها ها,, هل اعجبتكم النكتة!!
ففي نهاية عام 1998 تمت اقالة مدرب المنتخب الانجليزي قلن هودل الذي استطاع ان يعيد الآمال للجماهير الانجليزية في وضع فريقهم في صدارة المنافسة العالمية التي كانت واضحة اثناء نهائيات كأس العالم 98 بفرنسا من خلال المستوى الممتاز والخروج من الادوار النهائية بشق الانفس وما زال الانجليز يعتقدون بأنهم كانوا ضحايا التحكيم نقول لقد لمع نجم هودل واحبه الانجليز ووضعوا فيه كامل ثقتهم واملهم ولكن الغرور جعل استمراره مستحيلاً مما اضطر الاتحاد الانجليزي الى اقالته.
فلقد نشرت صحيفة التايمز الانجليزية في احد اعدادها لشهر سبتمبر 1998 تصريحات لهودل قال فيها: ان المعاقين يدفعون ثمن خطايا ارتكبوها في حياة سابقة وهو هنا يلمح الى اعتقاد (الركما) وهو الاعتقاد البوذي الذي يعتمد على تناسخ الارواح وهودل بالمناسبة احد الانجليز القلائل الذين يعتقدون بمبادئ البوذية.
لقد كان جزاء هودل وعقابه سريعاً فالجماهير المحبة تحولت الى متظاهرة ضده وتعالت الاصوات بعقابه واقالته، وتدخل رئيس الوزراء توني بلير وقال انه من الصعب ان يحتفظ بمنصبه الشرفي والقيادي، لذلك لم يجد الاتحاد الانجليزي لكرة القدم وعلى الرغم من الحاجة الملحة لخدماته امامه وسيلة سوى اقالة هودل واصبح عبرة لمن يصيبه الغرور ويتطاول على قدرة الله جلا وعلا.
اتجهت انظار الاتحاد الانجليزي نحو اللاعب الدولي السابق والمدرب الحالي كيفن كيفان الذي تسلم المهمة لفترة ولكنه استقال من عمله بعد ان كثرة الانتقادات لمسيرة المنتخب الانجليزي خاصة بعد خسارته امام المانيا 1/صفر وتعادله مع المنتخب الفنلندي, وهنا اصبح الاتحاد الانجليزي في ورطة فهو في حاجة ماسة الى مدرب شبه معجزة خاصة ومساحة الأمل المتبقية للتأهل لنهائيات كأس العالم 2002 اصبحت ضئيلة جدا والملاعب الانجليزية لم تعد مليئة بالقدرات التدريبية المميزة من الجنسية الانجليزية فالاندية الكبرى يقودها مدربون غير انجليز، مانشستر يونايتد اسكتلندي والارسنال وليفربول فرنسيان وليدز يونايتد ايرلندي وتشلي ايطالي,, الخ.
سارع الاتحاد الانجليزي في شهر سبتمبر الماضي الى تكليف لجنة خاصة (فنية وذات اطلاع على اساليب التدريب) لاختيار مدرب حيث وقع اختيار اللجنة بعد عمل دؤوب وبحث متواصل استمر قرابة الشهرين على مدرب نادي لازيو الايطالي (ايركسون) السويدي الجنسية، تم الاتصال بالمدرب المختار الذي وافق دون تردد وتم توقيع العقد ليكون ساري المفعول ابتداء من اول شهر جولاي القادم اي بعد نهاية عقده الحالي ثم اعقب ذلك اتفاق اخر ليتم تسلم المهمة في اسرع وقت للاعداد للجولة الثانية من التصفيات التي ستكون في شهر مارس القادم وتمت هذه الخطوات بسرية تامة دون تدخلات من الصحافة ومحاولاتها الفضولية!!
وبعد الاعلان عن التوقيع ارتفعت بعض الاصوات المعارضة لهذا الاختيار فعلى سبيل المثال، انتقد السير بابي شارلتون هذه الخطوة وقال ان الانجليز لن يتقبلوها، فالفرنسيون والالمان والايطاليون يتولى المهمة لديهم وطنيون وقد يكون بعض الحق مع شارلتون فايركسون هو اول مدرب غير انجليزي يتولى تلك المهمة على مر تاريخ الكرة.
اما قوردن تايلور الرئيس التنفيذي لاتحاد اللاعبين في انجلترا فلقد قال انه يوم اسود وحزين في تاريخ الكرة الانجليزية، فكيف يكون الاتحاد وهو المسؤول عن التدريب واعداد المدربين عاجزا عن اختيار احد نتاج النظام التدريبي لديه ليقوم بادارة الفريق الوطني.
ولكن ديفد دين نائب رئيس نادي ارسنال وعضو اللجنة التي اختارت المدرب رد بأن اريكسون لديه ثقافة ومعلومات كبيرة عن كرة القدم العالمية كما انه لديه القدرة المميزة للتعامل مع اللاعبين الكبار، ولديه كذلك مهارة للتعامل مع النجوم الذين يتقاضون مبالغ عالية، فهو يقود الفرق دائماً من نجاح الى آخر واستطاع الحصول على عدة كؤوس في ثلاثة بلدان والكرة الانجليزية في انحدار من خلال التصنيف الدولي فيجب ان نعمل شيئاً في هذا الخصوص.
ويرى اخرون بأن اريكسون على علم واطلاع كبير بالكرة الانجليزية وهو متأثر كثيراً بها، خاصة في بداية حياته التدريبية من خلال العمل مع المدربان الانجليزيان روي هود مسن وبابي هوتن اللذين درّبا كثيراً من الاندية السويدية قبل أكثر من عشرين سنة بالاضافة الى ذلك فهو متأثر بطريقه الانجليزي جورج راينر والذي ساعد على تنظيم وتطوير الكرة السويدية من عام 1946 الى 1958 والذي ساعد كذلك المنتخب السويدي للحصول على الميدالية الذهبية في اولمبياد لندن عام 1948 وساعد السويد كذلك للحصول على المركز الثالث في نهائيات كأس العالم 1950 والمركز الثاني في نهائيات كأس العالم 1958م.
هذه بعض من النماذج المتبعة في كثيراً من الدول المتقدمة عندما يتم اقالة او اختيار مدرب جديد فما هي نماذجنا؟!
ففي البداية يجب التوضيح بأن وجود نادي الهلال هنا كنموذج لا يعني انه الوحيد الذي يمارس هذه الطريقة وانما تشاركه جميع الفرق الرياضية لدينا ولدى الملاعب الخليجية سواءً على مستوى الاندية او على مستوى المنتخبات, وقد كان قدر الهلال ان يكون نموذجاً في هذا الوقت بالذات وفي هذه المرحلة المهمة.
فخلال المواسم القليلة الماضية غادر المملكة اكثر من ستين مدرباً بتأشيرات خروج نهائي وتحول نصفهم الى اندية اخرى وهرب بعضهم وبهذا ضربت الاندية السعودية ولا تهون الخليجية رقماً قياسياً عالمياً في تغيير المدربين وبالطبع فهناك اسباب ومسبابات تكمن وراء حدوث هذه الظاهرة فما هي؟!
ربما انه من المناسب للاجابة على هذا السؤال التطرق الى بعض سلبيات وعيوب آليات الاختيار والتعاقد والإقالة المطبقة لدينا من خلال بعض المقترحات.
اولاً: ضرورة التنبه الى ان الاجماع او الغالبية التي حظي بها القرار التاريخي الذي صدر للتعاقد مع المدرب الفلاني تكرر بنفس (السيناريو) للتصويت على قرار الاقالة (يعني عادة اصيلة واصبحت قاعدة معروفة!!).
ثانياً: ضرورة الاهتمام باللجان الفنية وتكليفها باختيار المدرب المناسب للفريق واعطائها الوقت الكافي للدراسة والتركيز وعدم التسرع.
ثالثاً: اتخاذ السرية التامة قبل اتخاذ القرارات والابتعاد ما امكن عن عيون واذان الصحافة والتي قد تهدم ما تم بناؤه (استعينوا على قضاء حوائجكم بالصبر والكتمان).
رابعاً: عدم استشارة مكاتب السماسرة والوسطاء، فهذه المكاتب انشئت لانجاز مهمة التعاقد وليست للاستشارات الفنية كما يجب استشارة اهل الدار والعارفين بوضع الفريق فليس من المناسب استشارة أناس خارج الدائرة ليس لهم معرفة بالوضع الحقيقي للكرة وللاندية لدينا, ومن الطرائف ان احد المسؤولين صرح مؤخراً بأن التعاقد السابق تم من خلال اصدقائنا في الفيفا واصدقائنا المدربين وهذا الامر قد يكشف لنا اسباب الإقالات المستمرة للمدربين لدينا، فأصدقاؤنا يوصلوننا الى ذلك المدرب الذي ليس بالضرورة مناسباً لنا وبالتالي نكتشف الخطأ ,,, وهكذا حتى اصبحت سمعتنا زي,, العسل!!
خامساً: دراسة امكانية تطبيق العقود طويلة الاجل.
سادساً: الاهتمام الجدي والعملي بالمدرب الوطني فهو خير كنز لمستقبل مشرق ان شاء الله.
kbahouth@yahoo.com
|
|
|
|
|