| منوعـات
* بيروت رويترز
بين مغاور وهضاب وسهول ووديان تصل الى عمق أكثر من ألف متر تحت مياه البحر وتتمايل فيها الأعشاب الكثيفة في منطقة ما قرب شواطىء بيروت قد يكون هناك كنز راقد منذ قرابة نصف قرن اجتذب اليوم صائدي الكنوز لانتشاله.
قبل 33 عاما أدى حريق غامض الى تحطم طائرة ركاب صغيرة تابعة لما كان يسمى بشركة الخطوط اللبنانية العالمية كانت في طريقها الى الكويت عندما هوت في البحر,, راح ضحية الحادث 27 شخصا بينهم 13 لبنانيا وأربعة بريطانيين وأربعة بحرينيين وكويتي وأمريكي اضافة الى قبطان الطائرة وثلاثة من طاقمها لبنانيين ولم ينتشل من الضحايا سوى جثث عشرة فقط.
لكن هذه المأساة كان يمكن ان تكون كأي حادثة طيران يطويه النسيان لولا الحمولة الصفراء على متن الطائرة التي تقدر بنحو 400 كيلو جرام من الذهب الخالص شحنت في 15 صندوقا أعاد صائدو الكنوز من أجلهم نبش الذاكرة ونفض غبار التاريخ عنها.
بعد دراسة معلومات من شركة التأمين الانجليزية لويدز وأقصوصات صفراء لصحف صادرة في لندن نقلا عن وكالات الأنباء العالمية بدأت محادثات بين فريق سويدي مع لبنان عام 1993م بشأن البحث عن الكنز وانتشاله.
قاد الفريق سفيركر هالستروم الذي قال أحد مساعديه لرويترز ان نبش أعماق البحار والمحيطات بحثا عن الكنوز مهنته وأيضا هوايته.
وقال بيتر فلدين قبطان السفينة لو سكوربيو الذي يملكه هالستروم ويتخذ منه مقرا لقيادة أعمال البحث عن الكنوز وانتشالها ان مفاوضات مديره مع الحكومة اللبنانية لم تنجح في العام 1993م فكانت المحاولة الثانية قبل ثلاث سنوات التي أدت الى اتفاق بأن تسمح الحكومة بعمليات البحث والانتشال مقابل حصولها على ربع قيمة ما ينتشل بعد حسم كافة النفقات.
أكد مضمون الاتفاق مدير عام النقل البحري والبري في وزارة النقل المهندس عبدالحفيظ القيسي الذي قال لرويترز ان الطائرة كانت مؤمنة لدى شركة اللويدز لكن شركة اللويدز ستحصل على حصتها من الكنز من هالستروم فيما سنحصل نحن على ربع البضاعة التي ستنتشل بعد حسم اكلاف البحث والانتشال .
واذا كان التوصل الى اتفاق قد فتح الطريق أمام فرق العمل للبدء بعمليات البحث فان طبيعة الأرض تحت مياه بيروت كشفت ان العملية ستكون أصعب من المتصور.
قال القيسي ان طبيعة الأرض تحت البحر على شواطئ لبنان مماثلة لطبيعة الأرض اللبنانية فهناك الهضاب والسهول والمغاور والتلال مع الأعشاب البحرية الكثيفة مما يجعل عمليات البحث عن حطام الطائرة صعبة ومعقدة .
وأضاف ان أعماق البحر عند شواطىء بيروت حيث يفترض ان يكون الحطام تنحدر الى أكثر من ألف متر في أمكنة معينة مرورا بانخفاضات مختلفة تتراوح بين المئة متر والستمائة متر .
وقال القبطان فلدين من على متن لو سكوربيو الراسية منذ ديسمبر الماضي عند شاطىء بلدة ضبية شمالي بيروت نتوقع ان يكون حطام الطائرة على عمق 1200 متر واعتقد ان هناك فرصة كبيرة للعثور على الكنز لكننا نتوقع أيضا الكثير من الصعوبات منها وجود كمية كبيرة من زيوت البواخر لأن منطقة بحثنا قريبة من مرفأ بيروت .
وفي شرحه لعمليات البحث قال فلدين لن تكون هناك عمليات غطس لأي فريق بشري فكل عمليات البحث ستتم بواسطة غواصة صغيرة يتم التحكم بها عن بعد ولها قدرة الغوص الى عمق ألفين متر كما سيستخدم في العملية جهاز مسح متطور جدا مرتبط بشبكة كومبيوتر تستطيع التقاط صور لقاع البحر .
وقال فلدين انه يقدر ان يكون حطام الطائرة قد تحرك بحكم التيارات المائية التي تضرب أعماق البحر من منطقة تبعد نحو عشرة أميال عن شواطىء بلدة خلدة في جنوب بيروت شمالا الى منطقة المنارة عند رأس بيروت.
أما عن الذهب القابع في الأعماق فلم يظهر حتى الساعة من يستطيع ان يحدد ملكيته اذ ان القيسي قال لرويترز لم تعرف لليوم أسباب وجود الذهب على متن الطائرة في ذلك الحين علما ان صحف لبنانية كتبت عند وقوع الحادث ان أسعار الذهب في لبنان كانت متدنية جدا مما كان يدفع بالتجار اللبنانيين الى تصدير الذهب لبيعه في دول الخليج .
وفي أقصوصات من أرشيف الصحف قدر مسؤولون لبنانيون في العام 1957م ان تكون قيمة الذهب 169 ألف جنيه استرليني.
ومع انطلاق عمليات البحث كان لافتا ان بين أقصوصات الورق الارشيفية خبر منقول عن احدى وكالات الأنباء الاجنبية في العاصمة المالطية فاليتا بعد 12 يوما من تحطم الطائرة يقول ان باخرة انقاذ بريطانية غادرت فاليتا الى بيروت لانتشال حمولة الذهب الذي كان على الطائرة ولم يعرف ما اذا كانت قد نجحت بمهمتها.
|
|
|
|
|