* في كل عام، وقبل حلول عيدي الفطر والأضحى,, تتردد على أسماعنا، أن الطراطيع ,, منعت منعا باتا، وعقب قراءة وسماع هذه الإعلانات,, نستبشر ونشكر الجهات المختصة بحمايتنا من هذا العبث والإزعاج، ولكن,, ما ان يؤذن بحلول العيد منذ مساء اليوم الذي يسبق العيد,, إلا ويبدأ الإزعاج من جديد، في كل حارة، وفي كل شارع وزقاق ليل نهار,, إلى ساعة متأخرة من الليل، وبكل أنواع هذه السلعة التجارية المقلقة جدا,!
* لقد نشرت جريدة الندوة ، في عددها الصادر بتاريخ يوم الأحد 5/10/1421ه، نشرت كلمة بعنوان :الطراطيع تفلت رغم الحصار ,, قالت في ثناياها: فالطراطيع أحالت ليالي العيد إلى جحيم لا يطاق ومسحت علامات الفرح من وجوه كثيرة,, بعد أن أدخلتها المستشفيات والمستوصفات,, بسبب التشوهات والحروق إلخ,!
* إن الذي يقرأ عنوان تلك الكلمة,, يأخذه الاستغراب أو الضحك، إذ لا يعقل أن يقال: إن هذه الألعاب المزعجة جدا ضرب حولها حصار، ثم يقال إنها تفلتت ,! هذا شيء لا يقبله عقل ولا منطق، إذ لو كان هناك حصار بحق، لما استطاع مهربو هذه الألعاب النارية أن تدخل البلاد وأن تنتشر البتة,,,!
* إن الحصار بالمعنى الذي أعرف، هو مسك الخيط من رأسه، فالشرطة مثلا,, إذا كانت هي المعنية بهذا الموضوع والقضاء عليه، أن تبدأ الحملة,, من البائع الذي في الشارع أو السوق,! وإذا كان البيع سراً، فإن رجال الشرطة يستطيعون الوصول إلى ذلك بالتخفي وبعث أطفال ليشتروا من المروجين، ثم يقبضون عليهم,, ليوصلوهم إلى البائع الأول أو البائعين، وبعد ذلك يتخذون ضدهم إجراءات رادعة تقصم الظهر ، غرامات مالية وسجن,!
* بهذا المسلك الجاد,, في جميع مدن المملكة يمكن القضاء على هذه الآفة ، التي تستمر طوال أيام العيد ولياليه، لإراحة الناس من هذه الازعاجات المقلقة والمؤذية والضارة,!
* إما أن يقال كلام عابر وعائم، انه تم حصار,, ومع ذلك فلتت الطراطيع من قبضته، فكلام لا يعوّل عليه، إلا إذا كان الذين يهربونها من الجن,, فذاك شأن آخر,! وحتى الجن تحكمهم سبل ووسائل تقيدهم وتحكم تصرفاتهم وتجاوزاتهم,, مهما استطالت,!
* إنني أرجو أن يكون هناك ممارسة جادة لقطع دابر الطراطيع من جذورها,, لإراحة الناس من صخبها وأذاها, والأهم,, هومعاقبة المتاجرين فيها العقاب الرادع الذي لا هوادة فيه,, حتى يقلعوا عن الاتجار بالمفاسد وإضرار الناس وإقلاقهم، لأن الذي لا يهمه إلا الكسب حيث كان مصدره، ولا يبالي بأذى الناس,, أن يعاقب بعنف حتى يرعوي، وحتى يكون عبرة لغيره,, من الذين لا يبالون بغيرهم، ولا يعنيهم إلا مصالحهم الخاصة، لأنهم فقدوا الحس، ولأنهم لا يبالون، ذلك أنهم أنانيون، ويصبح تأديبهم واجبا,!
عبدالفتاح أبو مدين
|