الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين اما بعد:
إن ما تعيشه امتنا اليوم من المآسي المؤلمة والنكبات المدلهمة لهو بشرى بزوغ فجر جديد فمن رحم الظلام يخرج النور ليعم أجواء الارض.
إن الحوادث التي مرت على الأمة الاسلامية في هذه الأزمنة الاخيرة ماهي الا إنذارات ربانية يحذر بها الله عباده ويخوفهم، فانظر الى قلة الأمطار في الأعوام الماضية وانظر الى الفتن المفزعة في عالمنا الإسلامي، قتل وتشريد، انتهاك للأعراض، غلاء للاسعار، انتشار للفواحش، خسوف وكسوف، موت للعلماء والمعلمين والمربين.
فمن يتأمل ويعيد النظر في هذه السجلات من الأحداث!! وأتكلم في هذه الأسطر عن موت العلماء فكم فقدت أمتنا الاسلامية في هذه السنوات من عالم جليل ابن باز والألباني وها هو العثيمين يودعنا في هذه الايام فإنا لله وإنا اليه راجعون.
إن موت العالم مصيبة على الأمة الاسلامية جمعاء فإن العلماء هم قوام الامم المسلمة فهم ورثة الأنبياء فإن الانبياء لم يخلفوا ديناراً ولا درهماً وإنما خلفوا العلم فمن اخذ به اخذ بحظ وافر ولكن أيها الأخ الحبيب إن مات الشيخ فإن علمه لم يمت فإلى متى سنظل نردد كلمات العزاء والرثاء بل إني أخبركم وأبشركم ان سماحة الشيخ رحمه الله قد خلف لنا علما كثيرا فمن اهتم به فذاك هو المفلح في الدنيا والآخرة بإذن الله,ان الخزنة العلمية من كتبه كثيرة ولله الحمد وأشرطته ودروسه ومحاضراته وخطبه وجلساته العلمية كلها مسجلة بالأحرف فأهيب بكل مطلع وكل محب للاستماع ان يتوجه الى علم الشيخ فإننا إن عملنا ذلك نخدم الشيخ بعد وفاته, فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) أما كلمات الحزن وكلمات الرثاء فلا يستفيد منها رحمه الله كم من العلماء قد فارقوا الحياة ولكن علمهم ما زال معنا وما زالوا يسايرون الأحداث والأوضاع الراهنة ومع ذلك هم في عداد الموتى ثم إذا ذكرتم مصيبة فاذكروا مصاب الأمة برسولها صلى الله عليه وسلم.
اصبر لكل مصيبة وتجلد
واعلم بأن المرء غير مخلد
وإذا ذكرت محمداً ومصابه
فاذكر مصابك بالنبي محمد
بهذا المشروع الناجح يكون اسم الشيخ مخلداً في التاريخ فالأجر يسري له حتى ينقطع هذا العمل فالدال على الخير كفاعله.