| متابعة
حدث جلل وخطب عظيم فاجعة كبرى ومصيبة عظمى اصابت البلاد والأمة الاسلامية والمسلمين في كل مكان فاجعة هزت الأمة في كيانها ومصيبة اصابت الأمة في مقاتلها، يوم الاربعاء 15/10/1421ه كان يوما مشهودا في تاريخ المملكة العربية السعودية والأمتين العربية والاسلامية، يوم فقدت فيه الأمة علما من أعلامها وإماما من أئمتها أئمة الهدى والصلاح إنه سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين عضو هيئة كبار العلماء وإمام وخطيب الجامع الكبير بعنيزة رحمه الله رحمة الأبرار، وإذا مات العالم ثلم في الاسلام ثلمة لا تسد، وإن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الرجال ولكن بموت العلماء، فهم مصابيح الدجى وأعلام الهدى ومدارات الأرض وهم من كتب الله على أيديهم إنارة الطريق وتوجيه الناس يعلمون الحق ويرحمون الخلق هم في الأرض بمنزلة النجوم في السماء فإذا انطمست النجوم أوشك ان تضل الهداة، العلماء ورثة الأنبياء وإن الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم فمن أخذه اخذ بحظ وافر وفضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العالم يستغفر له من في السموات والارض حتى الحيتان في الماء وحتى النملة في جحرها, وإن الله وملائكته ليصلون على معلمي الناس الخير.
عالم جليل ورع متواضع امتلك سرعة بديهة وسعة صدر وفصاحة في المنطق واللسان، عرفناه مشعل علم ومعرفة بأحكام الدين وموجها للناس ومبصرا لهم بما أشكل عليهم لقد فقدت البلاد والأمة الاسلامية علما من ابرز علمائها وصلحاء رجالها فقد آتاه الله من سعة العلم وكمال أدب العلماء وفضائل المربين وحسن سمتهم وعملهم وكان واسع المعرفة مشهودا له بمواقف الخير والجهاد في سبيل الله والدعوة الى الله والتبليغ والارشاد، زاهدا في الدنيا قانعا باليسير على سيرة السلف الصالح، انتفع به المسلمون في شتى انحاء العالم الاسلامي، يتحلى بفضائل الاخلاق ومكارم الصفات متواضعا.
فاللهم ارحم شيخنا رحمة واسعة ظاهرة وباطنة لا تغادر ذنبا واخلف على امة محمد خير خلف، وعوض فقده مثوبة وأجرا وصبرا جميلا.
د: أحمد بن نافع المورعي الحربي
وكيل كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى
|
|
|
|
|