حنانيك إني أرى اليوم في

رحيلك خطباً بنا قد نزل

ونجمك لم يأفل اليوم بل

مضيء بإرث النبي الأجلّ

فأنت لنا قدوة حينما

تركت مسالك من قد هزل

وأنت لنا حجة حينما

نريد سلوك طريق الأول

رحلت؟ نعم,, إنني بالأسى

ومن فرطه تستفيض المقل

ففقدك ثلم لسيف الهدى

فلم نلق عنك سواك بدل

ولكن عزائي في أنني

أرجّي لقاءك في المقتبل

نعم,, لم يتمت عالم ذكره

بكل لسان لربي ابتهل

نعم,, لم يمت إن موت الإما

م ميلاده فاتعظ بالجمل

فإن يك مات فذا علمه

قريب لمن رام حسن العمل

لئن غاب جسمك تحت الثرى

مآثرك اليوم بدر كمل

وتبقى علومك للمستني

ر شمساً تضيء جميع السبل

فسنة ربي لنا في الحيا

ة أن نهايتها بالأجل

فلن يقبض الله علما سوى

ممات الجهابذ أهل النبل

هم المورد العذب إن جئته

معينا زلالاً لمن قد نهل

فكن رجلاً طالباً للعلا

لعلم الشريعة دون ملل

فذو العلم كالغيث في نفعه

متى حلّ في بقعة أو رحل

لئن غاض ماء العيون عن الد

موع ففي القلب نار الوجل

مصيبتنا بوفاة النبي

فيها العزاء لخطب جلل

فأسأل ربي اجتماعاً به

بجنات عدن وباقي الرسل