| الثقافية
الاستاذ الدكتور الاديب الاكاديمي البارز ابن مكة منصور بن ابراهيم الحازمي الحائز على جائزة الملك فيصل العالمية في مجال الادب مناصفة سمعت به وعرفته أولا عن طريق وسائل الاعلام المسموعة والمقروءة,, فكم استمعت الى حوارات ولقاءات ماتعة معه في الاذاعة وكم صافحت عيناي بوح فكره وبذل يراعه في الصحف والمجلات, ثم اتيح لي التعرف عليه اكثر عن طريق اجابته شكر الله له على استبانة احتجت إلى إجابته عليها في أطروحتي للماجستير التي عنوانها البناء العروضي الجديد وأثره في القصيدة السعودية وقد كان وفقه الله أحد الشعراء مادة الدراسة .
والحق انني قد وقعت على اجابات متميز لأديب أريب غيور وناقد متمكن وأستاذ كريم، فقد كانت اشاراته وقفات وتلميحاته معانى وإجاباته دروسا, ثم ازدادت معرفتي به بعد جلوسي إلى كتابه (فن القصة في الأدب السعودي الحديث) والذي لا تكاد تخلو منه مكتبةُ متخصصٍ في هذا المجال.
وتضاعفت معرفتي بفكر الاستاذ الدكتور عن طريق صديقاتي طالبات الدراسات العليا .
في قسم اللغة العربية بجامعة الملك سعود اذ لم يكن ذلك القسم يحتضن رسالة علمية الا وصحبتها توجيهاته المستنيرة، ذاك ان لم يدعمها تأييده لها او تحظى بموافقته عليها.
ثم إن الدكتور مقصد الجادين من الباحثين والباحثات، طلباً لمشورة أو توخيا لفائدة أو قصداً لتوجيه وإنه لأستاذ تصحبه سجايا المهنة داخل الجامعة وخارجها فهو الغيور على العلم، الكريم في انفاقه، الصادق في حسن توجيه قاصديه.
والأديب الدكتور منصور الحازمي شاعر مجيد مغدق وان كان مقلا مترفعاً ولئن كان له ديوان واحد يتيم حسب علمي هو اشواق وحكايا فبنظرة منصفة يقف المتأمل على عمق التجربة فيه وتشعب مقاصدها وغزارة مراميها وتقدم المعالجة فيها ما يشي بأصالته الشاعرية وتفوقها ولعل من يعرف حقيقة تفرد ديوان الشاعر ويتمه يربأ ببوحه عن نعت صاحب الديوان بالمقل وان نعتَ الشاعرُ بها نفسه فقال في الاستبانة المشار اليها ولعله يسمح لي فأورد منها قوله وإنني والحق يقال لست محترفا للشعر بل انني من المقلين جداً وقد انقطعت عن الشعر فترة طويلة او على الاصح انقطع عني ولكنني ارجع الى الشعر بين الحين والآخر حينما اريد التعبير عن تجربة يعجز عن تصويرها النثر .
ثم يقول وفي قوله إدلاء برؤية جريئة وصريحة حول كون الشاعرية الحقة لاتقاس بمقياس الكثرة أو القلة في النتاج الشعري وعلى اية حال فإنني من المؤمنين بضرورة توقف الشاعر عن قول الشعر حين لا يجد في نفسه الدافع الى ذلك وكثير من الشعراء قد ماتوا فعليا منذ أمد طويل ولكنهم يصرون على الاستمرار بقصائد مفتعلة مكررة أو بالاحرى محنطة .
ان لأستاذنا الحازمي وهو صاحب المؤلفات الجادة والسابقة المشرفة والإسهام الفاعل والرائد في ساحة الفكر الادبي والثقافي في داخل المملكة وخارجها دوره الاكيد في تكريم هو به حقيق وان المكانة الأدبية والنقدية والثقافية والاكاديمية لهي شاهد جدارته بالفوز.
وان فوز احد اعلامنا السعوديين بهذه الجائزة العالمية التي لها مكانتها مما يثلج ثنايا البهجة لان له معاني شتى ماتزال ثرة عذبة رقراقة متدفقة، فمبارك لاستاذنا الدكتور الحازمي تقدير المسؤولين وفقهم الله له ولجهوده ومبارك له هذا التتويج السامق، ومبارك له الفوز والجائزة ومبارك للجائزة به,, ومبارك لكل اكاديمي واديب وباحث وعامل مخلص على ثرى هذه البلاد المباركة,, وحسب الدكتور الحازمي وحسبنا انه رمز مكان وزمان واعلام.
|
|
|
|
|