| الثقافية
ما الذي يفجر كل هذه الاحتفائية بالدكتور منصور الحازمي بعد كل هذا المشوار الطويل في العملين الأكاديمي والإداري وهو الذي عاد مع طلائع حملة الدكتوراه في بلادنا منذ الثمانينات الهجرية.
وألف في بدايات حياته الأكاديمية عن النثر والقصة ومحمد فريد أبوحديد وعن المصادر الصحفية لدراسة الأدب,, إذاً هل يستحق منصور الحازمي كل هذا الإعجاب والإشادة لمجرد أنه فاز بجائزة الملك فيصل العالمية وهو الذي شارك في لجانها طويلاً؟, أم لأن جرأتنا في الإشادة بروادنا لا تأتي إلا بعد أن نتلقى إشارة اعتراف من جهة أو شخص تمنحنا أو تزيدنا ثقة بأحكامنا ومدائحنا.
أو لأن منصور الحازمي لم نكن نعرفه في السابق وكان لابد أن يخرج من مجلس الشورى ويحال إلى التقاعد حتى يفرغ لنا ونفرغ له.
إن أهمية الحديث عن شخص كمنصور الحازمي تكمن في أولياته العديدة في البحث الأدبي الأكاديمي الذي تضامن في ذلك الوقت مع جهود عدد من الأدباء غير الأكاديميين ليؤسسوا للنهضة الأدبية التي تعيشها المملكة حالياً ضمن ظروف ومعطيات عديدة ساهمت في تشكيل هذه الصورة, كما تكمن في البناء الإداري والعلمي الذي استنزفه البحث,ولعلنا لا نأسف ككثير من الذين تباكوا على الوقت الذي سرقه منه العمل الإداري في كلية الآداب وفي اللجان المختلفة داخل الجامعة وخارجها لأن دوره في تلك الفترة في التأسيس أهم من زيادة بضعة مؤلفات وأبحاث تضاف إلى ما تكدس في رفوف مكتباتنا دون أن تؤسس لثقافة راسخة وضمن عمل مؤسساتي بعيد عن الارتجال وتكية الأدب التي تحفل بها دور كثيرة في شتى المناطق,,, إن تكريم الحازمي في رأيي هو تكريم لجيل أسس وأعطى بسخاء وأفنى عمره في بناء هيكل علمي وثقافي من أمثال أحمد الضبيب,, والبدلي,, والشامخ والأنصاري وباجوده وغيرهم وعلى مثل هذا يجب أن يدار الحديث لا عن فائز وجائزة.
|
|
|
|
|