| العالم اليوم
لا يهمنا ما يقوله الاسرائيليون عن كيانهم الصهيوني,, فإذا وصفوه بواحة الديمقراطية,, ودولة الحضارة,, وغيرها من الصفات المنتقاة، فهذا جزء من تورم الذات عُرف به اليهود منذ بداية تدوين التاريخ، ولكن أن تُردد أكاذيب اليهود، وتُحجب الحقائق عن جرائمهم، وشذوذهم الفكري ولا يُكشف عن الأحقاد التي تكتنفها عقولهم، فهذا جرم يكاد يشارك فيه كل غربي، لأن الغربيين حكومات وشعوباً، وكتاب ومفكرين ومؤسسات ووسائل إعلامية، لا ينقلون ولا ينشرون ولا يتحدثون عن الممارسات الشاذة والجرائم الوحشية التي يرتكبها الاسرائيليون بحجة التخوف من اتهامهم بمعاداة السامية، حتى وإن كان الضحايا من أبناء سام الذين بقوا في أرض أبيه نوح وأبنائه سام وإخوانه من بعده، فضحايا اليهود الآن العرب أكثر أصالة والأكثر انتماءً لسام وأبيه، ومع هذا فإن الغربيين يزعمون أنهم ان نقلوا حتى مجرد الحديث عن جرائم اليهود التي ترتكب ضد الفلسطينيين العرب,, فإن هذا يُعد تشويها لليهود وبالتالي معاداة للسامية,,!!
هذه المرة الجريمة، جريمة مركبة لها صور عديدة بشعة,.
مقتل طفل فلسطيني لا يتجاوز عمره الاثني عشرة عاما من قبل ضابط أمن اسرائيلي.
وطريقة القتل عند اليهود تتم بأسلوب بشع لايقدم عليه حتى الحيوانات، ضرب مبرح ثم وضع الحذاء والقدم بداخل الحذاء تضغط على رقبة الطفل الذي يقاوم حشرجة الموت مثل طير ذبيح، وهو تحت قدم الضابط الاسرائيلي الذي يبدو وقد فرغ كل شحنات حقده وشذوذه النفسي بقتل طفل لا حول له ولا وقوة.
وينتقل المشهد لينقل لنا صورة اخرى عن المجتمع الاسرائيلي الذي تصوره وسائل الاعلام الغربية بأنه مجتمع العدل والديمقراطية، يقدم الضابط للمحاكمة امام محكمة اسرائيلية في شهر آب/ اغسطس الماضي فتحكم ببراءة الضابط رغم كل القرائن والشهود، وامام ضغوط المحامين العرب يستأنف الحكم، فيأتي الحكم أكثر دلالة على فساد العقل والضمير اليهودي، إذ نطق القاضي بالحكم على الضابط القاتل بستة أشهر عمل في مجال الخدمة العامة, ودفع غرامة قدرها سبعون ألف شيكل!!
وهكذا بكل بساطة يقدم القاضي الاسرائيلي، تصريحا بالقتل لكل مهووس يهودي يسعى لقتل اطفال الفلسطينيين، فالثمن لايتعدى سبعة عشر ألف دولار وبضعة أشهر في خدمة المجتمع الاسرائيلي وكأن الأطفال العرب يولدون حتى يوفروا عمالة لخدمة مجتمع اليهود,,!!
صور عديدة، تعري اسرائيل واحة الديمقراطية والعدل في العيون الغربية.
ضابط مجرم معتوه نفسياً، شاذ في سلوكه، يترجم احقاده ضد طفل لايستطيع الدفاع نفسه.
محكمة لاتستحق أن تحمل هذه الصفة.
قاضٍ تخلى عن إنسانيته ليمكن مجرماً للإفلات من العقاب.
وأخيراً مجتمع يضم كل هؤلاء المتواطئين ضد براءة الطفولة.
ومع كل هذه الصور البشعة لاتزال صور اليهود لدى الغربيين رائعة,, كروعة عيون الغرب الزرق التي اصبح مؤكدا لنا ان درجة إبصارها أقل وبدرجات عديدة من درجة إبصار العيون السود,!!
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|