صديقي عاد مجدك، وسؤددك، وعلوك في الارض,, صديقي ان فحوى كلامك توحي الي بان الهوة بيننا مازالت كبيرة وكبيرة جدا,, فلماذا تتهمني في الكلام الصريح الفصيح بانني قد رحلت عنك بملء ارادتي,, وكأنك لم تسمع حكمة سالفك طيب الذكر المتنبي اللاهث خلف الحكم والامارة والمجد والسؤود كحالكم الآن,, وهو إمامكم في ذلك ومورثكم تلك الانفة التي نصافحها دائماً في وجوهكم كلما التقينا,, وهي حكمته التي تقول:
اذا ترحلت عن قوم وقد قدروا
الا تفارقهم,, فالراحلون هم
صديقي: للرحيل اوجه كثيرة اعلم ذلك ولكن الذي لا اعلمه هو هدف وفائدة اصراركم على التقوقع في ابراجكم العاجية وعدم النزول الى الدهماء الغوغاء الكثر من الناس الذين نرى بان الشعر لم يكتب الا لهم وبهم ومنهم في اغلب الاوقات ذات الاجواء الصحو,, ولا اقول الا هنيئا لك صديقي بعدم اكتراثك بهم.
اما انا فسأجلس في نعيم العامية ورياضها الخضراء,, وسأفتح علي نافذة تأتيني بعطر الفصحى الفواح,, وسأستغيث الله الكريم ليحمل الينا خير الغمام الواحد الذي يظللنا,, اما الفصحى الآن فاعتقد بان ليس لها دماء تجري في عروقها,, فقد تجمدت بفعل طقس افكاركم والفاظكم ومعانيكم الباردة.
ولك حبي واسفي!!
|
