| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
اطلعت بكل اعجاب على بعض التعليقات والكتابات عن اجازة العيد الطويلة وما فيها من اضرار على بعض الطلبة، ونظراً لما لجريدة الجزيرة من مكانة في نفسي أجدني مدفوعا للمشاركة في هذا الموضوع من خلال ذكر بعض السلبيات المترتبة على طول اجازة العيد وتأثير ذلك على استعداد ومستوى كثير من الطلبة ولعلي أجمل السلبيات في النقاط التالية:
أولاً: أدى طول الاجازة التي وصلت إلى شهر إلا ستة أيام إلى ابعاد الطلاب عن الجو الدراسي لفترة طويلة، ولك عزيزي القارئ ان تتصور حجم الاضرار والمفاسد الناتجة عن هذا الانقطاع الطويل؟! لقد نسي كثير من الطلبة دروسهم واعتادوا على الكسل والخمول والذهاب والاياب، اجتماعات شبابية ورحلات برية، ومباريات رياضية وألعاب نارية، وقنوات فضائية، ولذا فمن المتوقع ان تكون نتائج الطلبة لهذا العام غير جيدة ولا مشجعة!! فيا ترى من المسؤول عن ذلك؟! الدلائل كلها تؤكد ان المعلم المسكين سيكون كبش الفداء وعليه من الآن ان يهيئ نفسه لسلسلة متواصلة من المساءلات، لِمَ وكيف وأين دورك؟ وماذا كنت تعمل؟ وكأن المعلم المسكين مطالب بنقش المعلومات في أذهان تلاميذه نقشاً وملاحقتهم في بيوتهم ومنتدياتهم للتأكيد عليهم بعدم نسيان تلك المعلومة أو ذلك الموضوع، بينما سبب الاخفاق الحقيقي لايمكن ان يُتطرق إليه!!
فشيئا من العقلانية يا مسؤولي التعليم في الوزارات وإدارات التعليم بالذات، وركزوا على الأسباب الحقيقية للضعف واعلموا أن المعلم حريص على نجاح طلابه ولكن هناك بوناً شاسعاً بين حرصه وبين واقع التلاميذ وسوء التخطيط!!
ثانياً: إضافة إلى تسبب هذه الاجازة الطويلة بابعاد الطلبة عن الاجواء الدراسية إلا انهم لم يستفيدوا منها الاستفادة الكاملة ولم يستمتعوا بها الاستمتاع التام، ويكفي الطالب هماً وغماً تذكّره للامتحانات التي تعقب اجازته مباشرة حيث ان ذلك يكدر صفوه، وينغص عليه اجازته، ولعل ذلك واضح من خلال اصطحاب كثير من الطلبة لكتبهم الدراسية ومذكراتهم العلمية ووضعها بجانبهم دون قراءة أو اطلاع في كثير من جلساتهم ورحلاتهم!!
ثالثاً: اضافة إلى السلبيتين السابقتين فالطلاب المساكين بانتظار سلبية ثالثة تكمل مسلسل التحطيم والارتجالية ألا وهي اختزال اجازة الربيع إلى يومين فقط خاصة إذا علمنا ان يومي الخميس والجمعة اجازة رسمية لمعظم قطاعات الدولة!! وأتمنى من المسؤولين ان يجيبوا بكل واقعية عن الاستفهامات التالية: ماذا سيصنع التلاميذ بهذين اليومين؟! هل يمكنهم السفر والاستجمام؟ كيف ستكون نفسية الكثير منهم حين يعود للمقاعد الدراسية بعد يومين من عناء الامتحانات؟ اسئلة كثيرة تنتظر الاجابة، فهل من مجيب؟؟ ثم ليعلم المسؤولون في التعليم ان بدء الدراسة وسط الاسبوع يترتب عليه عدة محاذير لعل من ابرزها.
1 ضغط جدول اختبارات الطلاب والعجلة في التصحيح والمراجعة والرصد حرصا على المبادرة باعلان النتائج، ونحن نعرف حجم المفاسد التي يتسبب بها ضغط الجدول على مستويات الطلاب كما نعلم كثرة الاخطاء التي تسببها العجلة في التصحيح والمراجعة!! والضحية الطالب المسكين والأساس المهمّش!!
2 كثير من الطلبة لن يلتزموا ببدء الدراسة يوم الاثنين وسيواصلون الغياب ولن يكون حضورهم لمقاعد الدراسة إلا مع يوم السبت التالي وهنا سيضطر كثير من المعلمين لاعادة الشرح لكثير من الطلبة خاصة إذا كانت الموضوعات متصلة ببعضها البعض.
3 سيضطر كثير من المعلمين لتأجيل شرح بعض الدروس حتى لا تتقدم بعض الفصول على بعض، وذلك ان بعض الفصول قد يكون لديها حصة او اثنتان يومي السبت والأحد، اضافة إلى قلة الحضور كما نتوقع.
4 سيعود الطلبة بنفسية سيئة نظرا لعدم التقاط الانفاس والاستمتاع بالاجازة كما كان مقررا من قبل، ونحن نعرف ان الاجازة تكون بعد نهاية العمل لا قبل الامتحانات، حتى يبدأ الطلاب الفصل الثاني بهمة ونشاط.
وختاماً : قد يقول البعض: إِلام ترمي من كتابتك هذه خاصة وان الامر قد انتهى فأقول ان النظام المطبق هذا العام سيعمل به في العام القادم إن شاء الله حسب ما تم الاعلان عنه، فإذا كانت الامور قد انتهت في هذا العام فالأمل بعد الله معقود على المسؤولين في قطاعات التعليم بالنظر فيه وتعديله في العام الدراسي الجديد وفق الله المساعي وسدد الخطى وعلى دروب الخير والمحبة والمصارحة نلتقي بمشيئة الله تعالى.
أحمد بن محمد البدر - الزلفي
|
|
|
|
|