| عزيزتـي الجزيرة
الإنسان اجتماعي بطبعه، يحب تكوين العلاقات وفطرته ترفض الانعزال والانطواء والانقطاع عن الناس، ومهما كان الانسان انطوائيا فإنه لابد ان يكوّن علاقات وصداقات مع الآخرين ويستحيل عليه الاستغناء عن الناس والانطواء على نفسه والعزلة,, تستحب العزلة عند فساد الزمان او الخوف من فتنة في الدين او الوقوع في حرام ونحوه والله سبحانه جعل الاجتماع بين الناس سنة من سنن الكون فهو يقول في كتابه العزيز (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير).
فالعلاقات بين الناس لا تقوم على الدم والقرابة فقط ولكن هناك روابط اخرى كثيرة كرابطة المبدأ والفكر والعمل والصداقة والجنس والعرق,,, الخ.
ولكن هناك أقوى رابطة بين البشرية أوجدها الاسلام وهي رابطة العقيدة والدين، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى , والاسلام يدعو إلى المساواة حتى ليكون الناس جميعا أسرة واحدة يشد بعضها بعضا يقول عليه الصلاة والسلام المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه,, متفق عليه.
فالعقيدة هي الرابطة القوية بين الناس لا رابطة النسب كما يظن البعض,, يقول الشاعر:
إن يختلف ماء الغمام فماؤنا
عذب تحدر من غمام واحد
أو يفترق نسب يؤلف بيننا
دين أقمناه مقام الوالد |
وأخيراً فالاجتماع بين الناس والمسلمين من أهم الوسائل لاعادة الاسلام لمجده السابق فالغرب كلما شاهد ان المسلمين متحدون تهتز اركانه لانه يعلم انه الاقوى إذا اتحد فعلينا نبذ ما يقع به الناس من التفريق بين الانساب وانها عادة جاهلية رفضها الاسلام، وفي عصرنا الحاضر نجدها تزدهر، لأننا قد نسينا القرآن والعمل به.
عبدالله الجمعة
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم
|
|
|
|
|