** وبدأت تلك الاجازة القصيرة,, الاجازة المقتضبة,, وبدأ معها شد الرحال إلى أكثر من جهة.
** هناك من كانت حجوزاته جاهزة,, مصراً على زرق بعض المدن والعواصم القريبة,, مثل دبي والدار البيضاء والمنامة وغيرها مع البشكة ,, ومصراً على تجاهل أوضاع أسرته وأبنائه,, وكأنهم لا حق لهم في الاستمتاع وسعة الصدر.
** هذا الصنف,, رتّب حجوزاته مبكراً,, وله عادات في ذلك,, فأموره كلها جاهزة والشلة جاهزون وجدول الرحلة جاهز,, ولم يبق سوى التنفيذ الذي بدأ صباح هذا اليوم الأربعاء وهو أول الاجازة.
** هناك من هو دون الأول,, أو من حمام الدار كما يقولون,, أو الذي يخاف من حرمته كما يقول أصحاب الزَّرقات لكنه رتَّب الزَّرقة إلى مخيم أو كشتة مع بعض الشباب وكانت عدة الرحلة جاهزة منذ أيام,, وكانت الأمور كلها مرتبة,, وبدأ التنفيذ اليوم,, خصوصاً وأن الأجواء ربيعية,, والبراري خضراء.
** وهناك من أخذه الكسل أو العجز إلى أن يوزع وقته متسدحاً في الاستراحات والملاحق,, وهنا وهناك,.
** المهم ألا يكون لأولاده وزوجته سوى الزعل والخناقة وشين النفس ومهمتهم تجهيز الغذاء والعشاء والفطور في مواعيدها,,وعدم إزعاجه إذا عاد ليرتاح قليلاً,, ثم يستأنف,, والمهم,, أن البيت يتحول إلى فندق,, فهو لا يريد أي حركة أو إزعاج أو صياح بزارين وإلا,, خرج غاضباً وصفق بالباب صفقة توقظ أهل الحارة,, هذا,, إذا سلمت أم العيال من الشتائم,, أو ربما من مَدَّة اليد .
** هذه الاصناف الثلاثة التي ذكرناها,,, يتجاهلون شيئاً اسمه الأسرة والأولاد وحقهم في إجازة,, وحقهم في ولي أمرهم,, وحقهم في فرجة وسعادة وتمضية وقت,, وحقهم كأشخاص أن يستمتعوا بشيء من هذه الاجازة القصيرة,, الاجازة التي خطط لها خبراء ورجالات التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية ومدتها = حسب الخطة الخمسية = يومان,, أي مسافة الطريق من الرياض الى المجمعة للبعير في ايام الجمالِه .
** ولو سألت أحدهم عن حق زوجته وأولاده,, وكيف ضيَّعهم وكيف تناساهم بهذا الشكل,, لرد عليك بكل برود,, كل شيء متوفر عندهم في البيت فالثلاجة مليانة,, والمخزن مليان,, والسواق تحت طلبهم في أي لحظة,,.
و,, وش يبون بعد؟؟!!
** فهل السواق يحل محل الأب,, وهل قام بهذا الدور؟!
** إنه عذر أقبح من فعل,.
** إن المسألة ليست مسألة أكل وشرب وملء بطن,, إذ ليس هناك بفضل الله في هذا البلد من يموت جوعاً ولكن,, أين دورك ورسالتك كأب وكرب أسرة وكمسئول أمام أسرتك وأمام الله؟
** والمشكلة,, أن البعض يذهب أو يسافر عن أولاده ولا يسأل عنهم حتى مجرد سؤال,, منذ لحظة سفره وحتى عودته,, والمشكلة الأكبر,, أنه يتفاخر بهذا العمل.
* وإذا ما عرفنا صنيع هؤلاء الآباء وممارساتهم,, فكيف نشره على ابنه إذا انحرف,, أو اختلط بشلة من شلل السوء,,.
** هذه هي عينة بعض الآباء,, وهذه ممارساتهم مع الأسرة,, فماذا,, ننتظر من هذه الأسرة,, وماذا ننتظر من أبنائها وبناتها؟!
** ماذا ننتظر من أسرة غاب عنها رب الأسرة,, وماذا ننتظر من أسرة ضيَّعها وليُّها الولي الشرعي ,, ؟!! .
|