| الجنادرية 16
* جدة لقاءات مريم شرف الدين
فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة (جنادرية 16) نشم فيها عبق الخليج ورائحته التي امتزجت بعرق مواطني هذه المنطقة,, التي اعطت لجنادرية هذا العام شيئا من الخصوصية في ظل تلك المشاركة الكبيرة التي جمعت بين دول المجلس في هذا المهرجان وفكرهم وثقافتهم وموروثهم الشعبي وتراثهم الاصيل الذي مازالت تزخر به هذه المنطقة.
حيث إن هذه المشاركة تستحق الاشارة اليها والتوقف امامها,.
كيف يمكننا تقييم هذه المشاركة الكبيرة؟ ماهي الابعاد المستقبلية التي ستضيفها لهذا الحدث؟ وكيف باستطاعتنا ان نفعل دور هذا المهرجان لترسيخ القيمة الحقيقية للهوية الخليجية ومنحها الخصوصية التي تعبر عن واقع هذه الهوية؟ لفتح آفاق اكبر مع الدول الاخرى إلى جانب ملامحه العامة التي قام من اجلها هذا المهرجان.
تساؤلات قمنا بطرحها على كل من صاحبة السمو الملكي الأميرة لطيفة بنت فهد بن عبدالعزيز آل سعود وصاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود
.
باكورة النجاح
في البداية تقول صاحبة السمو الملكي الاميرة لطيفة بنت فهد بن عبدالعزيز آل سعود ان تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود,, أيده الله برعاية هذه التظاهرة الثقافية العربية السعودية,, وتفضل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني بافتتاح فعاليات المهرجان,, هي اول بوادر نجاح هذه المناسبة الوطنية العربية الثقافية المهمة التي تواصل نجاحها وامتدادها على الاصعدة العربية والاسلامية والدولية.
وأوضحت سموها ان مشاركة دول الخليج في هذا المهرجان الذي يعنى بالثقافة والتراث والفنون هو امتداد طبيعي للعلاقة التي تربط بين هذه الدول ووحدة تاريخها ودينها وثقافتها وشعوبها ومن ثم بطبيعة الحال مصيرها ومستقبلها ومشاركة الاشقاء من دول الخليج العربية هو تعبير عما هو عليه واقعهم كإخوة في هذه المنطقة.
تجسيد للأواصر المتينة
اما صاحبة السمو الملكي الأمير عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رئيسة المؤسسة الخيرية للرعاية المنزلية فرع المنطقة الغربية فقد اكدت من جانبها ان مشاركة دول مجلس التعاون في (الجنادرية 16) يجسد الاواصر المتينة التي تتمتع بها هذه الدول التي تفاعل تاريخها وتوحدت رؤاها لرسم استراتيجية مستقبلية في إطار يسعى إلى الرفع من مستوى مواطنيها.
كما يعرض المهرجان خصوصية كل دولة في تناسق دقيق يعكس احترام الخصوصية وتقدير الوحدة والحث والفخر بالتكاتف.
تنشئة جيل كامل
وعن الابعاد المستقبلية لهذه المشاركة التي ستضيفها لهذا الحدث أوضحت صاحبة السمو الملكي الأميرة لطيفة بنت فهد ان البعد الرئيسي لمشاركة الاشقاء من دول مجلس التعاون في هذا المهرجان هو تنشئة جيل كامل مؤمن بوحدة وثقافة ومصير ومستقبل هذه الدول كما ان المهرجان بأبعاده الاسلامية والعربية والدولية سينقل ثقافة هذه الدولة مجتمعة ومتحدة من اطارها الاقليمي إلى الاطر العربية والدولية,, اضافة إلى الجهود الذاتية لكل دولة في هذا المجال وهو النهج الذي بدأت تنهجه كثير من دول العالم التي تجمعها اما وحدة تاريخية ثقافية او وحدة جغرافية او وحدة سياسية وأهداف مشتركة ودول الخليج ليست ببعيدة عما يحدث في العالم من تكتلات تستهدف في الغالب خير الشعوب ورفاهيتها.
تظاهرة ثقافية
وتقول صاحبة السمو الملكي الاميرة عادلة بنت عبدالله ان مهرجان الجنادرية اثبت قيمته الثقافية وأضحى تظاهرة ثقافية تراثية حضارية ومرصدا للنتاج الثقافي العربي يتطلع له ويترقبه كل متابع للحركة الثقافية العربية.
مشيرة إلى ان اشراك دول الخليج في المهرجان يثري فعالياته ويؤكد حرص المملكة على توطيد الروابط بين دول مجلس التعاون على مختلف الاصعدة, وسيترتب على هذه المشاركة طرح للفكر الخليجي,, ومناقشة اهتماماته وتبادل للتجارب والخبرات مما سيسهم في توسيع الآفاق الفكرية ويرسم اطاراً مميزاً للمهرجان.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: بعد مضي ستة عشر عاما من عمر هذا المهرجان كيف باستطاعتنا ان نفعل من دوره لترسيخ القيمة الحقيقية للهوية الخليجية والعربية ومنحه الخصوصية التي تعتبر عن واقع هذه الهوية لفتح آفاق أكبر مع الدول الاخرى إلى جانب الملامح والتي عرف بها, والتطورات التي شملته خلال هذا الحقبة الزمنية.
التكامل,,, والنجاح
صاحبة السمو الملكي الاميرة لطيفة بنت فهد,, من خلال اجابتها على هذا السؤال أكدت ان أي عمل جماعي لا يولد كاملا بل إن طبيعة الاعمال الجماعية انها تعتمد على التكامل, وتنمو سنة بعد اخرى,, ويتم الاستفادة من اوجه القصور والسلبيات ويتم تلافيها في العام الذي يليه فيزداد نجاح العمل.
وتشير سموها والمهرجان لديه آليات لتطوير أعماله ويستفيد من آراء ذوي الاختصاص والخبرة ومن تجارب المهرجانات العربية والاسلامية والدولية المماثلة ولذلك اتسعت آفاق اعماله وتطورت تدريجيا من المحلية الى الخليجية ثم العربية والاسلامية ثم الدولية
التفاعل,,, وحضارة الإنجاز
وبقي دورنا كمتلقين لما يقدمه المهرجان سواء نحن هنا في المملكة أو الإخوة الاشقاء في الخليج والدول العربية والاسلامية الاخرى وان نتفاعل مع ما يقدمه المهرجان من اعمال وفعاليات ثقافية وتراثية وفنية والا نبخل على ادارته بالرأي والمقترح وان ننظر له على انه انجاز حضاري ثقافي يهدف الى نشر ثقافتنا وتأكيد هويتنا الاسلامية العربية الاصيلة وقيمنا النابعة من عقيدتنا الاسلامية الصافية.
ولذلك يجب علينا الحفاظ على ما أنجزه المهرجان وتطويرما نملك تطويره من اعماله.
أما صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله فترى من جانبها,, ان خصوصية ملامح مهرجان الجنادرية تؤكد تميز هويته العربية وطابعها التراثي وقد طور المهرجان فعالياته بما يحقق اهدافه غير ان هناك عدداً من المحاور التي تشد المفكر الخليجي والعربي لم تأخذ دورها.
وتطرح سموها نماذج من هذه الموضوعات كأدب الطفل والمرأة وغيرها,, والتي ترى من وجهة نظرها بأنها من الموضوعات التي تستحق طرحها قبل مواضيع أوسع تشمل اهتمامات الدول الاخرى بالاضافة إلى اشراك الطلاب والطالبات بأسبوع ثقافي تراثي يواكب المهرجان لترسيخ اهدافه لدى النشء في الاهتمام بالثقافة العربية وتشجيع الفنون الواعدة واحياء التراث.
|
|
|
|
|