ماذا أقول ونار قلبي تسعر
ماذا أقول وكلنا نتحسر
السهد أرّقني وأحرق مهجتي
والعين تغرقها الدموع وتسهر
ما عاد طير الروض يطرب سامعاً
ما عاد يشدو بالغناء ويجهر
ما عاد في الصبح البهيج مغرداً
ما عاد في لحنٍ شجيٍّ يظهر
ماذا عسى شعري يقول وينبري
والقلب من هول الفجيعة يُعصر
هلاَّ بنات الفكر تحكم نظمها
وتبوح في حال الفؤاد وتشعر
خطب دهانا أي خطبٍ مفزعٍ
خطب دهانا أي خطبٍ يُنذر
فزعت جموع المسلمين بما جرى
فقد الإمام مصيبة لا تُجبر
ضاق الفضاء بقومنا فتسربلوا
حزناً يهيم بأرضنا ويقهقر
حبر وبحر بالعلوم وجهبذ
نور وبدر بالليالي مقمر
فقهٌ وتفسيرٌ وعلم عقيدةٍ
لغة وفي علم الحديث يخبِّر
هو نخلة طاب المقام بظلها
هو دوحة والروض فيها مزهر
هو سيف حق باترٌ ومهندٌ
في وجه كلً ضلالةٍ يتمعر
هو مشعلٌ للناس شع سناءه
هو بلسم ودواء جرح يقطر
هو مقصدٌ والكل يقصد بابه
هو عزنا هو مجدنا يا معشر
يبكيك جامعك الكبير وروضةٌ
وكذاك محرابٌ بكى والمنبر
وحمام بيت الله ناح وكعبةٌ
تبكي ويبكي من بكاها المشعر
يبكيك يا شيخ الفضيلة طالبٌ
يهفو الى علمٍ مفيدٍ يسفر
إن حل في القوم الكرام نوازلٌ
فعزاؤنا فقد الرسول فنصبر
كلٌّ الى دار البقاء سيرحل
دار الجنان ودار نار تسعر
حكم المنية في البرية جاري
لن يبقى إلا واحد متحبر
يا غيمة تكسو السماء بأقفنا
جودي ثراه في مزونٍ تمطر
ربّاه أنت ملاذنا ونجاتنا
أنت العفو وكل ذنبٍ تغفر
اجعل جنان الخلد منزل شيخنا
فيها الفواكه والنخيل المثمر