أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 24th January,2001 العدد:10345الطبعةالاولـي الاربعاء 29 ,شوال 1421

متابعة

وأيُّ سهلٍ يُباري قلعة الشمم؟!
هذه قصيدة متواضعة في رثاء علامة الأمة وفقيدها، سماحة العلامة الفقيه المحقق الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.


من فتقة الجرح أم من فجوة الألم
مات الإمام فمات الحرفُ في كلمي
يا ناعياً موته هلّا خفضت به
سرى الصديد على سمعي فيا ألمي
لما سمعتُ نداء النعي يذكره
كأن قلبي رماه الصوت بالسهم
تفطر القلب وانهلّت مدامعنا
كما تحدر قطر صيحة الغمم
لو تسمع الصت من ناعيه وقعته
كوقعة السيف من هندية صُرُم
أبكي,, وأبكي,, وذا قلبي يشاركني
يقول: ما دمعنا إلا لظى الحمم
إن وقّف الدمع من عينيَّ يسكبه
في القلب جرح عميق غير ملتئم
تبكيه جل القوافي حرقة وأسى
والحبر يندبه في دمعة القلم
في النصف من شهر شوال مضى أجلٌ
للشيخ صارت به الأنوار في قتم (1)
يا حزن أمته، يا حزن بلدته
ذا صوت جامعه يبكي لذا العلَم
شيخ فأيٌّ حكى فعلا مآثره
وأي سهل يباري قلعة الشمم؟!
شيخ فأيٌّ حكى قولاً مواعظه
لفظ حكيم به الزلات لم تقم
شيخ لقد بكت الأقطار معلمه
من بلدة (الهند) حتى ساحة (الحرم)
من سهل (نجدٍ) الى (قدسٍ) و(اندلسٍ)
من (الخليج) الى الاطراف من (قرم)
ذاك (العثيمين) تبكي علم موتته
منابر العلم في ويلات منحرم
يا سائلاً عن ضريح فاز من سكنٍ
للشيخ، يغبط من فضل ومن نعم
يا سائلاً عن إمام مات ودّعنا
بالأمس كان يقود راية العلَم
بالأمس كان ينادي من هنا وهنا
لم ترقد العين في الفتوى ولم تنَم
واليوم فارقنا صرحاً يحيط به
عفوٌ من الرب يمحو شوبة اللمم
مات (العثيمين) إن القلب في شغفٍ
الى لحاق ركاب العلم والشيم
مات الإمام وما ماتت مآثره
سيثبت الشيخ في الأذهان كالهرم
ما مِتَّ يا علم الأعلام قائدهم
ما مِتَّ لكن بقت ذكراك في الأمم
ركبت ركب المعالي زاهداً ورعاً
ونلت ما نلت من علم ومن قيم
لا تعرف الزيغ أو تأتي مسالكه
حاشاك من زلل في الفعل والكلم
كم بددت كتبكم آمال مرتبصٍ
وأسكت العلم منكم قول متهم
بالله متّكلٍ، لله معتكفٍ
للأجر محتسب، بالله معتصم
في حق ربك في عالٍ ومنخفضٍ
في حق ربك من باكٍ ومبتسم
في حق ربك إن أفتيت متكئاً
أو قائماً، أو على الفراش لم تقم
إن حورب الحق صرت عنه منتقماً
لحق نفسك سمحاً غير منتقم
ما كنت إلا جليلاً صائماً ورعاً
وعن تصديك للاعداء لم تصم
إن تنظر الخلق تلق الحلم شيمته
في الجود لن تلق من يندى بذا الكرم
ذاك (العثيمين) ذاك الله متعه
بالعلم، يشدو له بأعذب النغم
ذاك (العثيمين) كل الناس تشكره
سبيت حب الورى بالطيب والسلم
لن تلق أمتنا شيخاً يماثله
جاوزت يا ابن الكرام عالي القمم
تركت فينا جراحاً ليس يبرئها
أسُّ الطبيب، ولا كيّات محتجم
تركت فينا جراحاً أين مسكنها
كيف العليل يداوي موضع السقم؟
أوقدت نار الأسى في جسمنا حمماً
من هامة الرأس حتى أخمص القدم
تموتُ يا شيخنا من فقدكم أممٌ
ويظهر النوح جهراً غير منكتم
إن فاضت الروح حكماً نحو بارئها
فالعلم في الأرض باقٍ غير منقسم
يا ربِّ يا سامعاً صيحات ملتجىٍء
كما سمعت دبيب النمل في الظُّلم:
فاغفر لشيخ قضى أيامه طلباً
للعلم والفقه والآداب والحكم
واجمع شمائلنا للحق في زمنٍ
فيه الجراح ثخينٌ غير ملتحم

(!) القتم: شدة السواد.
عبدالرحمن بن صالح الحمادي
(الزلفي)

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved