حار فكري ومقولي ومدادي
كيف أغشى الخطوب حين تنادي
كيف أغشى قوارعاً وفؤادي
لم يزل يشتكي زمان النآد
صخب الهم في الفؤاد ترامى
وتمادى بمده في الفؤاد
ظلتُ رهن الأسى أغالب نومي
في دياجير حيرة من سهاد
ضقت ذرعاً ولم يضق بي ذرعاً
سهد مفزع أقض وسادي
فأنا منه بين جزر ومد
لست أدري ما صحوتي من رقادي
جرح هذا الزمان ما زال يعدو
فوق قلبي بفارس وجواد
كلما رمت صده قال مهلاً
ليس هذا وقت السيوف الحداد
فاتخذ خطة سواها فإني
لم أجد فيك ما يزيل عنادي
قلت أشكو الى الإله مصابي
وبه وحده عليك أنادي
نعم من رمته عليك نصيراً
نعم من كان في الخطوب مرادي
كيف يادهر رعتنا بإمام
وغمام ومرشد لبلاد
كيف يا دهر رعتنا بحسام
وهمام وفارس وجواد
ما تبرمت بالقضاء ولكن
موت حبر كموت نصف العباد
حين يربد دهرنا مستثيراً
رهج المعضلات في كل ناد
كيف ترنو العيون من غير ضوء
كيف تمضي القلوب من غير هاد
فقد الخلق كوكباً ليس يخبو
هادياً داعياً سبيل الرشاد
حين يحمر أفقنا بدخان
من لظى الحرب أو غبار الطراد
أو يبث الضلال فكر دخيل
زائغ رافع لواء الفساد
كيف نلقى العدى بسيف ضروب
والسيوف الحتوف رهن النجاد
فقد الخلق صارماً ليس ينبو
حين يهتز ينثني كل عاد
حين يظما السؤال فوق شفاه
من سيروي تلك الشفاه الصوادي
فقد الخلق مورداً وزلالاً
سائغاً في النفوس والأكباد
فاحتياج الورى إليه ملحٌ
كاحتياج العيون ماء السواد
وشح الهم أوجه الناس طراً
بوشاح أذاب كل فؤاد
حلق العلم بعده معولات
لبست بعده ثياب حداد
برزت في الدن تسائل عنه
خلف تلك الربى وفوق الوهاد
ما رأت في الأنام فطناً ذكياً
حاذق الرأي ذهنه في اتقاد
يدرأ اللبس حين يدنو إليها
بصحيح الحديث والإسناد
زاخر العلم والشمائل حبر
رافع في الورى لواء الجهاد
ذائع الصيت والمكارم نجم
ساطع في سماء كل البلاد
ناشر الخير والفضائل طلق
راكع ساجد لرب العباد
شيخنا قد مضيت عنا وإنا
أحوج الناس فيك يا ذا السداد
هل دعاك الحنين يا شيخ قسراً
لابن باز فزرته في المعاد
أم سئمت الحياة بين أناس
أضرمت فيهم ضروب الفساد
يا مناراً أضاء وجه دجانا
ويساراً لمعسر وفاد
ما نزلت القبوريا شيخ فرداً
بل اخذت الورى الى الأَلحاد
يا عثيمين يا محمد مهما
جاءك الدمعُ ساجماً كالعهاد
لن يفي بعض ما بذلت لدين
من دروس ودعوة وجهاد
رحمة الله خير أمر نراها
جازياً عن يمين أندى العباد
فهو بالمتقين أولى رحيم
وهو للمحسنين جزل الأيادي