| متابعة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
العلماء هم ورثة الأنبياء يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، يدعون الى الخير بحسن الاستقامة وحكمة التعليم، فهم في الخلق قادة يقتدى بهم وأئمة تُقتفى آثارهم ويُنتهى الى رأيهم وكالنور في الظلماء استشهد بهم الباري جل وعلا بقوله (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم,,) الآية,, فهم حفظة السنة رفع الله قدرهم وأعظم أجرهم ونشر ذكرهم وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، فهم الذين يخشون الله حق خشيته, قال تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء,,) وقال تعالى: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) فالعلم به حياة القلوب من العمى ونور الأبصار من الظلم وقوة الأبدان من الضعف يبلغ به المؤمن الدرجات العلا في الدنيا والآخرة.
وموت العلماء من أكبر المصائب التي تصيب الأمة الإسلامية لأن موتهم ثلمة في الدين وذهاب للعلم، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى اذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساءً جهالاً فسألوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا) فموتهم مما تتفطر له القلوب حرقة وألماً وما لنا الا ان نقول: إنا لله وإنا اليه راجعون، فقد نزل بالأمة الإسلامية في الايام الماضية حادث جلل اهتزت مشاعر المسلمين له وصار المسلمون يعزي بعضهم بعضاً من هول الصدمة وفداحة المصاب، فبعد فقد كوكبة من علمائنا الاجلاء في العام الماضي وعلى رأسهم إمام أهل السنة وقامع البدعة العالم السلفي سماحة الشيخ العلّامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز حلّ بالأمة خطب آخر جلل الا وهو فقد الإمام الفقيه المحدّث الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمم الله جميعاً وأسكنهم الفردوس الأعلى في الجنة وجعلهم مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء إنه سميع مجيب، لعمرك أي جبل عظيم هوى وأي كوكب درّي ذوى.
لعمرك ما الرزية فقد مالٍ
ولا شاة تموت ولا بعير
ولكن الرزية فد فذٍ
يموت بموته خلقٌ كثير |
فإذا ذهب عن هذه الحياة عالم عامل مخلص فقد ثلمت ثلمة من الاسلام، فلقد فجعنا وفجع العالم الاسلامي بفقد عالم من العلماء المخلصين الذي أفنى عمره في طلب العلم وتعليمه للناس آتاه الله الحكمة ووفقه لتعليمها الناس, قال تعالى: (يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيراً كثيرا وما يذكر إلا أولو الألباب).
وهو رحمه الله جيل بمفرده وإمام تقي يتصف بالعلم الصحيح والفكر القويم المستمد من الكتاب والسنة والعقيدة الراسخة والنصح الصادق لكل مسلم.
ومع أن المصاب بفقد هذا العالم الجليل مصاب جلل إلا ان أملنا في الله كبير بأن يعوضنا خيراً فأسأل الله سبحانه وتعالى ان يعوض الأمة الاسلامية خيراً ممن فقدت وأن يتغمد الشيخ بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته إنه سميع مجيب.
مترك بن كميخ بن شفلوت
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
|
|
|
|
|