يا سائلين عن الحيا وبلادي
وعن الربيع وعن نبات الوادي
وعن الرياض وزهرها وأريجها
لا تسألوا كسر السؤال فؤادي
هلاَّ سألتم قبل ذلك ربما
حمل الجواب مرادكم ومرادي
لقد استحال ربيعنا وتحولت
فُرُش الربيع إلى سفيف رمادِ
لا شيء يستهوي النفوس يشدها
ولو اكتسى بالورد كل جمادِ
ما دام يثقب في الفؤاد يقدُة
الم الفراق ولوعة الابعادِ
أو لمَّ يُنكىءُ جرحنا بفقيدنا
عبدالعزيز نراك بالمرصادِ؟
يا موت تنتهب الذين نحبهم
أوَ لا تداري فرحة الاعياد؟
والله لولا ان ذلك سنة
لجزمت قطعا أنهم حُسَّادي
كرهوا وجود المخلصين بأرضنا
فتآمروا غدراً بشر عتادِ
مات العثيمين الذي لم يغتسل
يوماً بماء دخيلت وفسادِ
مات الفقيه الحر ليس يسوقه
وطرُ الهوى أو خسية لعبادِ
مات العفيف وليس في اثوابه
خيط جناه بموقف استرفادِ
مات الإمام وليس في انفاسه
طلب العلو ونزوة الاندادِ
اذهب فقيه المسلمين لجنَّه
انا لنحسب أنها ستنادي
اذهب فإن حياتنا قد شابها
ما لايليق بمعشر العبادي
ودع الحياة رنينها وطنينها
دار القطيعة موطن الاحقادي
َقمِنٌ تقول اذا تركت أديمها
تُفٍ على الدنيا مقامُ كسادِ
وانعم بدار المؤمنين ودع لنا
كاس العزاء بعصبة الارشادِ