أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 24th January,2001 العدد:10345الطبعةالاولـي الاربعاء 29 ,شوال 1421

متابعة

مشاعر من على السرير الأبيض
من أين أبدأ؟ وبماذا أبدأ؟ والخطب جلل والفاجعة عظمى، في خبر وفاة امام من أئمة الاسلام وحبر من احبارها لن أوفيه حقه من ذكر القاب ولا أوصاف، بحر في شخصية وأمة في رجل، ورجل امة، نحتاج لمثله الكثير والكثير في هذا الزمن، الشيخ ابو عبدالله محمد بن صالح العثيمين رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه عالي الجنان .
علمت بخبر وفاته وأنا على السرير الأبيض فماذا عساي ان اقدم والمرض قد بلغ اشده! بل لم اشعر بذلك الشعور الذي ينبغي عند نزول مثل هذه النازلة لا لشيء سوى انني سأحرم المشاركة وأرجو ان أنال بالنية الأجر ان شاء الله المشاركة في الحضور للصلاة عليه أو المشاركة في أحزان الأمة، أو المشاركة في خطبة جمعة وبعدها الصلاة عليه.
من على سرير المرض وبعد ان خفت وطأته وبردت حرقته وتنفست الصعداء تفجرت الأحزان بعد بيات وتجمعت الأفكار بعد شتات ولكن قلمي قد اصابه ما اصابني من السهر والحمى فكان مداده في سقم وأنى للسقم ان يكتب! وبالذات ان كان رثاء! لكنه الحب، ولا غرابة.
انه الحب في الله لهذا الشيخ الذي طالما فتح قلبه للناس فكانوا ملء سمعه وبصره ففتح الناس قلوبهم له فسكن في سويدائها ومن ذلك أني رأيت الحزن في عين الطبيب والممرض وكل من زارني.
خرجت من المستشفى فتيسر لي ان أطلع على ما كتب عن الشيخ من شعر ونثر ومشاعر جاشت لا من ابناء هذه البلاد فحسب بل من علماء وابناء المسلمين في كل صقع من اصقاع المعمورة.
وليس هذا بغريب فبحكم امامتي للجامع كان الشيخ نعم الموجه لي حيث كنت اتصل به وازوره كثيرا فلم ار منه تضجرا او مللاً بل وجدت منه أبا حانيا ومعلما ناصحا وعالما عاملا,, اذكر مرة من المرات اتصلت عليه فعرّفت نفسي عليه فدعا لي بدعوات لازلت اتذكر بعضها تقبلها الله ووجه بتوجيهات مباركة,.
وحيث اني لم استطع الصلاة على فضيلته سواء في مكة او في المسجد الذي اخطب فيه صلاة الغائب فكم تمنيت ذلك ولكن عزائي ان النية تبلغ مبلغ العمل.
سبحان الله أحقاً مات الشيخ! أحقا ما اراه!! أحقا ما أقرأه!! حزنت وبكيت ولكن هل ينفع البكاء! كلا ولكن (القلب يحزن والعين تدمع ولا نقول الا ما يرضي ربنا وإنا على فراقك يا ابا عبدالله لمحزونون إنا لله وإنا إليه راجعون).
وختاما ان وجدت عزيزي القارىء من خلل فحسبي انها مشاعر محب ابت الا ان ترى النور عبر الجريدة ولا اجد في ختام هذا المقال الا ان اسأل الله ان يغفر للشيخ محمد اللهم اغفر له وارحمه اللهم اكتبه عندك في المحسنين واجعل كتابه في عليين واخلفه في أهله في الغابرين ولا تحرمنا اجره ولا تفتنا بعده,, اللهم صل على نبينا محمد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عبدالله بن سليمان الوكيّل
خطيب وامام جامع الشعيبة بجلاجل وعضو مركز هيئة جلاجل

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved