احوال أمتنا زادت مآسيها
تفاقم الخطب واندكت رواسيها
محمد الصالح الميمون قد فجعت
بموته أمتي فالهم يضنيها
أهكذا شمسنا شمس العلوم غدت
مكسوفة الضوء غابت في مرائيها
اهكذا بدرنا بدرٌ تألق في
سمائنا برحاب الأرض ثاويها
اهكذا الروض بالأزهار مفعمة
عبيرها عَبِقٌ قد بات ذاويها
مات الإمام إمام العصر فاندلعت
بالنفس ثورة أحزانٍ أعانيها
تهاطل الدمع من عينيَّ في لهفٍ
هو الشواظ لنار شب موريها
تسعرت نار آلامي بلوعتها
وظل جرح الأسى بالنفس يدميها
مات العثيمين بحر العلم وا أسفي
على بحور له طابت شواطيها
مات العثيمين مفتي الناس واأسفي
على فقيهٍ بنص الوحي يفتيها
مات العثيمين شيخ الزهد في زمنٍ
تبرجت فيه دنيانا لباغيها
مات العثيمين ليث الحزم في رشد
بناب حكمته يفري أعاديها
إن العثيمين مني حل منزلةً
من الفؤاد، فدمع العين يُبديها
هذي جموع الورى جاءت مفزعةً
تكفكف الدمع ثراً في مآقيها
باتت مفجعة للحال راثيةً
سماؤها أعتمت سوداً لياليها
لكنها ترتجي من ربها خلفا
يعيد عزتها بالعلم يهديها
يا أمةً فقدت في العلم قائدها
في الرشد رائدها بالدين يوصيها
هذي مآثره كالطود شامخة
ستحتفي كتب التاريخ ترويها
علومه جمةٌ في الناس باقية
من بعده درراً جلت مراميها
هذي كتاباته ظلت مخلدةً
هذي شرائطه بالصوت يلقيها
هذي جموعٌ من الطلاب تخلفه
شعارها العلم قد جلّت مساعيها
هذا هو العز لا جمع الحطام ولا
تشييد أبنيةٍ تعلو مبانيها
يا خاطب المجد يا من يبتغي سبباً
نحو المعالي فيرقى في مراقيها
هيا الى العلم والإخلاص في دأبٍ
مع القيام بآدابٍ تراعيها
حتى تنال الذي دوما تؤمله
من المعالي ورب العرش موليها
ثم الصلاة على من في تذكرنا
لموته جابر للنفس يسليها
والحمد لله محيينا وقابضنا
تعود أرواحنا حتماً لباريها
يا رب فاغفر لشيخ العلم زلّته
واجعله من جنة المأوى بعاليها
واخلف على أمتي من بعده خلفاً
يسير سيرته دوماً يحاذيها
جبالنا هم رجال العلم في شممٍ
بفقدهم تفقد الدنيا رواسيها