أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 24th January,2001 العدد:10345الطبعةالاولـي الاربعاء 29 ,شوال 1421

متابعة

أيادٍ بيضاء لشيخنا في محافظة شرورة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
فالحديث عن شيخنا/ الشيخ الفاضل والمربي الناصح محمد بن صالح العثيمين يطول، وقد كتب عنه الكثير من طلبته وزملائه ومحبيه ولكنني أقتصر في هذه العجالة على مآثر الشيخ رحمه الله في محافظة شرورة التي تقع في الربع الخالي لأبين اهتمامه رحمه الله بأمر المسلمين أينما كانوا، فلقد كان رحمه الله حريصاً على تلقي الطلبة العلم النافع المستمد من الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح ولهذا هبّ إليه في عام 1410ه بعض من طلبة العلم من محافظة شرورة التي لا تعرف طلبة للعلم الشرعي قبل طلبة الشيخ رحمه الله فمعظم طلبة العلم في هذه المحافظة قد نهلوا من علمه وتتلمذوا على يديه وتربوا على منهجه وكان لهم أثر واضح بعد رجوعهم إلى محافظة شرورة في تعليم الناس والدعوة إلى الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة وكان رحمه الله يتفقد أحوال طلابه ويعينهم على تكاليف الحياة ولقد كان لي شرف المساهمة في ذلك إبان إشرافي على سكن الطلبة من عام 1411ه إلى 1414ه.
ومن مآثره رحمه الله المساهمة والاشراف على المشاريع الخيرية التي تنفذ عن طريقه، فلقد زاره في عام 1418ه فضيلة قاضي محكمة شرورة وعرض عليه حاجة الناس في المحافظة لجامع كبير يتسع للمصلين الذين يصلون في الجوامع السابقة على الاسفلت والطرقات وتحت حرارة الشمس، فوافق رحمه الله على التبرع ببناء جامع في المحافظة عن طريقه وكان رحمه الله يتابع مراحل تنفيذ الجامع ويراجع حساباته حتى انتهى هذا المشروع الخيري الذي نفع الله به هذه المحافظة وقد سمي الجامع بجامع الإمام أحمد بن حنبل وهو الآن أفضل جوامع المحافظة من حيث التنظيم والنظافة واقامة الدروس العلمية وحلق تحفيظ القرآن الكريم.
وقد كان الشيخ رحمه الله حريصاً على أن ينتفع المسلمون من الجامع بإقامة الدروس العلمية حيث كان يسألني عن الدروس العلمية وجهد طلبة العلم في المحافظة وكان رحمه الله يكره الخلاف والتنقص من الاشخاص ويؤكد على أهمية اجتماع الكلمة.
ولشيخنا رحمه الله سبق في الدعوة إلى الله عز وجل في أوساط البادية والمراكز النائية ففي عام 1413ه ألقيت بين يديه كلمة كان رحمه الله يجعلها بالتناوب على طلبته كل ليلة خميس حتى يعوّد الطلبة على الالقاء ومن ثم يعلق عليها رحمه الله .
وكانت كلمتي عن الجهل الكبير في أوساط بعض البادية فأرشد رحمه الله طلبته إلى القيام بدورهم في تعليم الناس ودعوتهم والصبر على ذلك وأمر رحمه الله بإقامة مخيم دعوي في اجازة نصف العام وبالفعل أقيم المخيم في مركز الوديعة وشارك فيه الكثير وكانت له آثار وثمار لا زلنا نراها حتى يومنا هذا وقد توالت بعد هذا المخيم الدعوي مخيمات أخرى ومراكز كان المخيم الأول أسوة لها فأسأل الله عز وجل الا يحرم شيخنا أجر ذلك المخيم ولا الذي بعده فمن سنّ في الإسلام سنّة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ولقد شارك في هذا المخيم أبرز طلبة الشيخ وهو فضيلة الشيخ في محافظة شرورة حسن بن أحمد السميري مدير المعهد العلمي بشرورة فكتب أرجوزة في وصف هذا المخيم نأخذ منها الأبيات التالية:

أجوزه المخيم


الحمد لله الكريم الهادي
معين من يصبو إلى الرشادي
ثم صلاة مع سلام جدّد
على الرسول المصطفى محمد
وبعد يا من يطلب المعالي
والقرب من أكارم الرجال
فهذه أخبار ذا المخيم
فسارع السمع لي ولتعلم
بأن ربنا العظيم يرفع
بالعلم قوماً لكن بعض يرتع
في كل شهوةٍ وكل لذةٍ
يا خيبة العقول إن تولت
عن الكتاب المحكم الكريم
كلام الله ربِّنا الرحيم
والسنّة الشريفة المطهرة
ومن يحادد ربه ما أكفره
والعلم في القديم كان يسعى
له طلابه يرجون نفعا
لكنه في عصرنا تيسرت
أسباب تحصيل له
قد قدّم العلم لنا الشريط
لم لم يا إخوتي التفريط
أضعف همّةٍ لهذا الحدِّ
ونخسر الخير بغير عدِّ!!
لله أشكو ضعف ذي العزيمة
عن كل خيرٍ فيه لي غنيمة
قد زارنا في هذه الليالي
مع بعدنا في الكيل والأميال
من أرض العلم والتعليم
والخير قد أتى من القصيم
وشيخنا أهدى لنا هدية
ودرة وضاءة سنيّة
أعني بذلك شيخنا محمداً
ابن عثيمين الكريم الأمجدا
إهداؤه إلينا ليس مالاً
ولامتاعاً زائلاً لالالا
إهداؤه إلينا كان كوكبة
جمس لهم قد كان المركبة

رحمه الله شيخنا رحمة واسعة ونفعنا بعلمه والحمد لله رب العالمين,.
محمد زين العابدين بن مهدي
إمام وخطيب جامع معاذ بن جبل بشرورة

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved