| متابعة
لقد تعودنا في كلية الزراعة والطب البيطري بفرع الجامعة بالقصيم ان تستضيف شيخنا الجليل الفاضل محمد بن صالح بن عثيمين نسأل الله له المغفرة والرحمة الواسعة قبل بداية شهر رمضان من كل سنة منذ سنوات عديدة حيث كانت تظهر محاضرته في النشاط الثقافي السنوي الذي يعتمده مجلس الجامعة ووقت هذه المحاضرة يكون خلال وقت النشاط الاسبوعي في يوم الاثنين من العاشرة صباحا حتى الثانية عشرة صباحا وقد كان ضمن شروطه يرحمه الله ان ينهي محاضرته على أذان الظهر كي لا يترك الصلاة بالناس بالجامع الكبير بعنيزة قبل اربع سنوات ذهبت ومعي إمام مسجدنا بالكلية الاستاذ الفاضل إبراهيم الغنايم لإحضاره بصفتي رائدا للنشاط الثقافي من عنيزة الى مقر الكلية ببريدة فاتجهنا الى بيته المتواضع فإذا بنا نجد الشيخ يرحمه الله يحمل آلة تصوير ثقيلة الوزن لإصلاحها لا يحملها اثنان من الشباب الأقوياء فحاولت مساعدته فرفض رفضا شديدا متعذرا بأن هذه حياته الطبيعية في بيته ومع أسرته فتذكرت لحظتها حياة الرسول صلى الله عليه وسلم انه كان دائما في خدمة أهل بيته المهم أن الشيخ ذهب معنا بالسيارة واتجهنا الى بريدة وفي الطريق بدأت توجيهاته التربوية والعلمية نحو الإخلاص في التعليم وتوجيه الطلاب التوجيه السديد والنصح لهم وتهذيب سلوكياتهم وقد أمضى الوقت كله بالطريق ما بين توجيه ونصح وتسبيح وتهليل وذكر لله وبعد وصولنا لقاعة المحاضرات بالكلية فإذا هو كالمعتاد من كل سنة جموع الاساتذة والموظفين والطلاب تعج بهم القاعة متعطشين لحديث الشيخ غفر الله له وكان يرحمه الله يترك حرية اختيار الموضوع له فكان يتحدث لفترة 35 - 40 دقيقة ثم يحرص جدا على وقت الأسئلة حيث يهمه جدا ان يجيب على جميع الأسئلة المطروحة فقد كان هذا اللقاء من أعذب وأحب اللقاءات لمجتمع الكلية وينتظرونه بفارغ الصبر وقد كثر علينا الضغط قبل حلول رمضان هذا العام لدعوته لإلقاء المحاضرة ولكن لعلمنا بظروف الشيخ الصحية فقد فضلنا عدم تكليفه مع إدراكنا بأنه سيستجيب مهما كلفه ذلك ولا نملك في الكلية الا أن نسأل الله سبحانه وتعالى ان يغفر للشيخ وأن يرحمه رحمة واسعة وأن يدخله فسيح جناته في الفردوس الأعلى وان يحشرنا جميعا في جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وأن يجزيه خير الجزاء عن كل خطوة خطاها إلينا وعن كل توجيه ونصيحة أسداها إلينا وعن كل فتوى استنارت بها عقولنا, ولا نملك الا ان نقول: (إنا لله وإنا إليه راجعون) ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يخلفنا خيرا منه إنه على كل شيء قدير.
والحمد لله رب العالمين.
عميد كلية الزراعة والطب البيطري
أ,د, سليمان بن عبدالعزيز اليحيى
|
|
|
|
|