أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 24th January,2001 العدد:10345الطبعةالاولـي الاربعاء 29 ,شوال 1421

المجتمـع

يتأثر بغيره ويحتاج لمن يشاركه همومه
الإخصائي الاجتماعي طبيب نفسي لا يعترف به مرضاه!!
* تحقيق: إيمان التركي
يمارس الاخصائي الاجتماعي في مجال الخدمة الاجتماعية عدداً من الادوار كخدمة الفرد لتبصيره للوصول إلى علاقات اجتماعية أفضل,, وتنظيم وتنسيق المجتمع لتنميته واشباع حاجته الصحية وغيرها من الأدوار التي يسعى إليها الاخصائي الاجتماعي بهدف المساعدة للوصول بها إلى أقصى درجة ممكنة من الرفاهية الاجتماعية والنفسية والجسمية في مجالات متعددة ولا ننسى أن كثيراً من الأمراض سببها كثرة المشاكل والهموم ولكن نتردد للوصول إليه مثل الطبيب البشري الذي يعلمنا بحالتنا فهل هذا التردد مآله الخوف منه لأننا سنفشي له اسرارنا ومشاكلنا أو لأسباب أخرى فمن هو الاختصاصي الاجتماعي وما حاجة المجتمع له، وهل الاخصائي الاجتماعي في حاجة لاخصائي مثله يسمع همومه ويعمل على إصلاحها؟ هذه التساؤلات وغيرها قد نجد اجابتها في الأسطر التالية.
من هو الإخصائي الاجتماعي
في البداية يعرفنا الدكتور سعد العقيب بأن الاخصائيين الاجتماعيين الذين تعرضوا لعمليات الإعداد المهني الثلاث: الاستعداد، الإعداد، اكتساب المهارة وأكد أنه من المفترض في الاخصائي الاجتماعي ان يكون هاوياً قبل كل شيء ويتمثل ذلك في الاستعداد للتقصي المعرفي في ميدان الخدمة الاجتماعية كما تكون عنده الرغبة في العمل المهني بعد التخرج كإخصائي اجتماعي عارف، كذلك يجب ان يكون البرنامج التعليمي الذي يعد من خلاله متكاملاً من الناحية النظرية والميدانية حيث يجب عليه إدراك النظرية في الخدمة الاجتماعية والمنهج العلمي لطرق البحث وتصحيحه ليتعرف على الآلية التي يستخدمها في البحث العلمي لدراسة المشاكل الاجتماعية ودراسة الحالات الفردية ويتم إعداد دارسين مستقلين داخل مؤسسات الخدمة الاجتماعية، حيث يفترض أن يمارس العمل المهني في إطار ما تعلمه نظرياً وتحت إشراف أكاديمي دقيق كما يفترض أن يكون ميدان التدريب هو الميدان الذي يفضله الطالب بعد تخرجه وهناك حالات عديدة تسعها الرعاية الاجتماعية والتي تعد الخدمة الاجتماعية آلية التنفيذ فيها كالإرشاد والتوجيه ورعاية الشباب ورعاية الأمومة والطفولة، الخ وكلما مارس مهنته يكون لديه تصور ذهني في تطبيق مبادئ الخدمة تلقائياً فبذلك اكتسب المهارة في تعامله مع المواقف المختلفة بأساليب متعددة.
أهميته الاجتماعية
ويتطرق د, سعد إلى نقطة مهمة وهي تنوير المجتمع بأهمية الاخصائي الاجتماعي فيقول لا شك ان المجتمع المتحضر يحتاج لمساعدة الاخصائي الاجتماعي لتحقيق التنمية الاجتماعية والمادية على حد سواء وبأسلوب متوازن يمنع ظهور ما يسمى الهوة الثقافية، إذ ان الاخصائي الاجتماعي يعد بمثابة طبيب المجتمع وهو لا يقل أهمية عن الطبيب البشري إذ يمثل صمام الأمان للحياة الاجتماعية على مستوى الأفراد والجماعات والتنظيمات وبمجهوده تنجح عمليات التنمية وتؤمن خلفياتها، ونراه في المجتمعات الغربية يتبوأ مكانته اللائقة لكن في معظم المجتمعات النامية لم تدرك مكانته بعد ولذلك لا يعدو لهم تخصص في الخدمة الاجتماعية كأي تخصص آخر في العلوم الإنسانية أو ربما كان هو أقلها مكانة, حاجته لمثيله أما عن كون الاخصائيين الاجتماعيين في حاجة إلى اخصائيين اجتماعيين فيجيب د, سعد القعيب عن هذا التساؤل فيقول ينطلق ذلك من حقيقتين أساسيتين الأولى أن الاخصائي الاجتماعي إنسان يعيش في مجتمع يتأثر بمؤثراته ويعاني من معاناته وربما واجهته مشكلاته الشخصية التي قد لا يستطيع أن يقاومها مثله كمثل الطبيب الذي لا يعالج نفسه وانما يحتاج لمساعدة الآخرين لكنه إنسان مهيأ لقبول العمليات العلاجية ولديه الاستعداد التام للتعاون مع المساعد للفرد الذي لا يعرف مبادئ العمل المهني, الثانية الاخصائي الاجتماعي يحتاج في عمليات إعداده إلى متخصص مخلص يقوم بواجبه التعليمي بأمانة لكي يخرّج نخبة جيدة من العاملين المهرة في ميدان الخدمة الاجتماعية ويحتاج أيضا إلى برنامج محكم يجمع بين النظرية التطبيقية.
أهميته للمجتمع
وتعرفنا الدكتورة نورة ناهض الناهض أستاذ مشارك قسم طب الأسرة والمجتمع كلية الطب بجامعة الملك سعود بأن الاخصائي الاجتماعي هو الشخص الذي لديه القدرة المبنية على خلفية علمية ومؤهل على اكتشاف ومعالجة المشاكل الاجتماعية وربط السلوك الاجتماعي بالمتغيرات والظروف الأسرية والاجتماعية وتؤكد الدكتورة الناهض ان المجتمع بحاجة إلى جميع المؤهلين في كل المجالات العلمية والأدبية التي ستسهم بدون شك في الارتقاء به وأوضحت بأن بلادنا بحاجة لمن يرصد المتغيرات الاجتماعية بها ويلقي الضوء على مسبباتها ويوجه الأنظار ويساعد على حل المشاكل الاجتماعية التي تمر بها ويعمل على دراسة انتشار ومسببات هذه المشاكل ويساهم في حلها ومعالجتها ونحن كإخصائيين اجتماعيين معرضون للمشاكل الزمنية والاجتماعية التي تكون البيئة التي نعيشها ضمن مسبباتها وفي حاجة لمن يساعدنا في التأقلم على بعض جوانب حياتنا الاجتماعية ان واجهتنا.
وتقول الاخصائية الاجتماعية سارة الفريح بالمدرسة 250 الابتدائية بالرياض نحن مكلفون بالعمل مع الحالة من الناحية الاجتماعية من دراسة وتشخيص وعلاج ومتابعة للحالة لحين الخروج بها من المشكلة التي تعاني منها وتختلف طريقة دراسة الحالة والتعامل معها أحياناً من ناحية نوعيتها والمكان الذي تخدم فيه من مؤسسة اجتماعية، مستشفى، مدرسة,, وغيرها.
تخصص يحتاج للصبر
وبيّن الدكتور محمد بن عثمان الركبان بجامعة الملك سعود كلية الطب البشري بالرياض أنه لا يخفى على ذي لب وكل من داخل المجتمع وعاشره كثرة الهموم والغموم وتعدد المشاكل الاجتماعية عند كثير من الناس وافتقار الكثير من الناس إلى قريب أو صديق حميم حكيم يقوم بحل مشاكلهم وتقديم النصح والعون لهم.
فمرض البعض أو الكثير من الناس قد يرجع إلى المشاكل الاجتماعية التي أدت إلى هذا المرض وبزوال تلك المشاكل يزول المرض هنا الطبيب لا يعرف معاناة مرضاه إنها حالة اجتماعية بل يشخص على أساس أنه مرض ما لقلة خبرته وعدم تخصصه انه طبيب واخصائي اجتماعي معاً.
وأيضاً المعلم والمعلمة فلابد من وجود مرشد اجتماعي لطلابهما يقوم بدراسة سلوكهم ومن يحتاج منهم إلى دعم اجتماعي فمن هنا لابد من وجود من يقوم بسد هذه الثغرة.
ولكن مازال هذا التخصص جديداً علينا ينقص أهله كثير من الخبرة والمهارة والصبر وسعة البال والرغبة الملحة لنفع الناس وحل مشاكلهم.
وذكر الدكتور الركبان بعض التوجيهات التي يرى من الضرورة ان يضعها الاخصائي الاجتماعي نصب عينيه وقد تعينه في القيام بواجبه على الحل، فقال منها:
إخلاص النية واحتساب الأجر.
الإخلاص في العمل والتفاني فيه وبذل كل جهد ووقت لحل مشاكل المجتمع.
الستر على المشاكل وكتمان أسرارها لأن الاخصائي الاجتماعي يطلع على كثير من خصوصيات الناس.
القدوة الصالحة حتى يرى صاحب المشكلة من يحل مشكلته القدوة التي تورث الثقة والتي هي أساس الاستعانة للعلاج فمتى وثق به لم يخف عنه شيئا فمثلاً اخصائي اجتماعي يقوم بتوجيه شخص بضرورة الامتناع عن التدخين ومدى خطورته والسجائر تلوح في فمه فهذا لا يليق به.
عدم استغلال وظيفته لمصالحه الشخصية لأن ذلك يسيء لمهنته ويضعف ثقة الناس به.
عدم التردد في استشارة أهل الخبرة والرأي في حل أي معضلة أو عقبة كل مشكلة لشخص لا يستطيع حلها وهذا من الكمال وليس من العيب.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved