أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 24th January,2001 العدد:10345الطبعةالاولـي الاربعاء 29 ,شوال 1421

مقـالات

ليل أم دخان؟!
سلمان بن محمد العُمري
في أحد التقاطعات المزدحمة من طرق الرياض وما أكثرها كنت في سيارتي وعلى الإشارة وتحديداً عند تقاطع الستين مع جسر الخليج من الغرب إلى الشرق وقف هناك باص كبير يبدو انه تابع لإحدى الشركات، ليس في الأمر غرابة ان يكون هناك باص كبير أو صغير، ولكن ذلك الفخم نفث بوجوه كل السيارات ما استطاع من غازات سامة وأبخرة طيارة وغير طيارة وأدخنة سوداء وملونة، ولا نزال في مكاننا، دعوت شرطي المرور المتواجد هناك وقلت له: انظر يا أخي أليس لديكم أوامر إزاء هذه المواقف؟ أجابني بأن السائق غير مخالف، ويضع الحزام,,و,,و,, ولا أستطيع أن أصنع له مخالفة من أجل الدخان، طبعاً الحق مع الشرطي لانه يلتزم بالتعليمات، وهذه هي الأصول في جهاز الشرطة، ولا يجوز له أن يتصرف من وحي ذاته، ولا حتى أن يمتثل لما نريده نحن، خطر ببالي أن أوجه هذه الرسالة، وأرجو ان تكون غير ملوثة بذلك الدخان إلى من يهمه الأمر من الجهات المسؤولة لإصدار ما يلزم من تعليمات لتوبيخ أو عقاب أي سيارة يصدر منها ذلك الدخان، ووضع الأصول اللازمة لذلك.
وأنا أكتب هذه الكلمات، وأنا على يقين من وجود آذان مصغية وكذلك إمكانيات للتطبيق، فها هو الحزام المستحيل قد أصبح واقعاً ملموساً، وها هي هيبة الطرق قد عادت، والآن أليس من حق البيئة علينا ان نحترمها بما أوتينا من قوة.
فكرت بذلك، وانطلقت السيارات، وإذا بالدخان يلف السماء وكأننا وسط حريق لا سمح الله لقد ظللنا رماداً أسود يعمي العيون والأبصار، لا الأمر كبير، وتمنيت وقتها لو ان العقوبة تصل إلى حد مصادرة السيارة نهائياً، وتغريم الشركة بغرامة تعيد ثقب الأوزون إلى ما كان عليه قبل مائة سنة.
يا ناس ما هذه الكائنات السيارة التي يدعونها سيارات في شوارعنا؟ ألا نخجل منها، ذكرت ذلك لصديق، ضحك وضحك، وقال أتخيل وضعك، فمنذ مدة صادفتني سيارة صغيرة تنفث الدخان الأسود، ورسمت خلفها غيمة من دخان أغلقت الشارع، فكيف بك وأنت تواجه باصاً كبيراً، لقد تمنى صديقي لو أن هناك تشريعاً يسمح له بأخذ رقم السيارة والإبلاغ عنها، وعندما قال ذلك تمنيت انا ذلك أيضاً، ولكنني لا أعرف هل يوجد تشريع كهذا؟ والأمر بسيط، فالسيارة المبلغ عنها يمكن التأكد من صدق الإبلاغ بفحصها، وإذا ثبت ذلك فليكن العقاب.
منذ خمس أو ست سنوات صارت حملة وطنية كبرى في الصحف والمجلات وكل وسائل الإعلام حول البيئة والحفاظ عليها، ربما آن الأوان لتذكرها وإحيائها.
والله ولي التوفيق,.
alomari1420@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved