| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
على ظهر هذه الجريدة يوم السبت 18/10 أطل علينا الأخ هاجد برسم كاريكاتيري نكأ من خلاله جرحاً جميعنا نعاني منه ونحس به ولكننا نغض الطرف عن رؤيته ونكف اليد عن تلمسه وننتظر شفاءه من تلقاء نفسه,!
والله العالم ان كان انتظارنا سيطول فكل المؤشرات تقول ذلك!
فالحقيقة المرة التي نطق بها الكاريكاتير في ذلك اليوم هي أن الأمة العربية أمة غير قارئة وإنما أمة مغنية فقط!!، مع أننا كأمة عربية من احوج الشعوب للقراءة ومتابعة كل العلوم من مختلف الثقافات للحاق بركب التطور والحضارة الذي يجري بسرعة الصاروخ بينما نحن ما زلنا نحبو كالسلحفاة.
على العموم لدي إحصائية (تجيب الهم) تبين مع الأسف تخلفنا ثقافياً وعلمياً وتؤكد أننا أمة لا تشجع على القراءة في الوقت الحاضر أبداً.
تقول الإحصائية أولا ً وهناك ثانياً ان معدل ما يؤلف ويطبع في الولايات المتحدة من كتب حوالي 50 كتاباً يومياً أي بمعدل 1500 كتاب شهرياً بمعنى أنه كل سنة تضخ المطابع الأمريكية للسوق حوالي 18000 كتاب!.
هذا فقط في (أمريكا) فماذا عن ما يصدر في أوروبا أو اليابان أو في ترسانة الثقافة الروسية وغيرها كثير؟
على كل حال قد يقول أحدنا إنه ليست كل تلك المؤلفات تستحق القراءة لذلك سنفرض فرضا لعل همّنا يقل أن نصف أو ثلث أو لنقل ثلاثة أرباع هذه الكتب غير مفيد ولا يعتد به فسوف يبقى الربع والربع ليس قليلاً فهو يعادل 4500 كتاب سنوياً فقط؟
ثانياً تقول الإحصائية إن ما يترجم للعربية من (مختلف اللغات والثقافات) يتراوح ما بين كتاب إلى ثلاثة كتب سنويا!!
طبعاً هذا الرقم ضئيل جداً ولا يواكب تطلعات أمة تعلم أن أول كلمة أنزلت من الخالق عز وجل على نبي الهدى صلى الله عليه وسلم هي (اقرأ).
ولكن المؤلم فعلاً ان تلك الجهود التي تبذل على استحياء وتطل علينا بالقطارة هي جهود فردية ذاتية محدودة ومقيدة داخل مجال الجدوى الاقتصادية لأي عمل, وأنه ما من جهود رسمية بهذا الصدد داخل مظلة الجامعة العربية أو غيرها.
فلو ان الجامعة العربية مثلا جعلت من ضمن أعمالها الحرص على نقل الثقافة العالمية للقارئ العربي عبر ترجمة المؤلفات المتميزة العلمية والأدبية والاقتصادية من كافة اللغات في العالم لكان لهذا العمل إسهام كبير في إثراء المكتبة العربية ورفع المستوى الثقافي للقراء, والسلام.
صالح عبدالله العريني
البدائع
|
|
|
|
|