| عزيزتـي الجزيرة
نعيش الآن عصر انفتاح عالمي على مجتمعات أخرى فيها الكثير من المؤثرات والمغريات، ولم يعد البيت كما كان حصناً يتحكم فيه راعيه ويعرف ما يدخل فيه ويخرج منه، بل غدا معرضاً لما في العالم من ثقافات وأفكار وسلوكيات، مما صعب مهمتنا في تربية الابناء ورعايتهم، كما أن التغيرات الاجتماعية والتطورات العمرانية قد قلّصت من دور الأسرة التربوي، فالأسرة التي كان أفرادها يعيشون في مسكن صغير ويجتمعون عدة ساعات بعضهم مع بعض يتبادلون الأحاديث تشتتوا واتسع مسكنهم حتى أصبح التقاؤهم ببعض أمراً صعباً، كما أن وسائل الإعلام قد أخذت الكثير من وقتهم حتى وقت تناولهم الطعام بالإضافة إلى كثرة المشاغل والاستعانة بالخدم والسائقين قد قلل من إمكانية التقاء الأبناء بآبائهم أو أمهاتهم لدرجة أنك ترى تفاوتاً وتبايناً واضحاً بين سلوك الابن وأبيه، الأمر الذي يدعونا لإعادة النظر في دور الأسرة التربوي اليوم، وفيما ولّده الانفتاح العالمي والتغيرات الاجتماعية من آثار في سلوك أبنائنا، وإلى تصحيح مفهومنا حول دور الأسرة التربوي الذي أضحى يقتصر لدى الكثير من الناس الآن على الإنفاق والحماية والأمر والنهي فحسب، فالأهم من ذلك ان يكون للاسرة دور في تربية النفوس على الإيمان والتقوى وذكر الله.
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة فهو الذي أعطى هذا الجانب التربوي قيمته وأهميته في تربية وتوجيه من تحت يده، فعن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال : علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر (اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت) فترك عليه الصلاة والسلام أثراً تربوياً إسلامياً في حياة أصحابه ساروا عليه من بعده.
عمر بن سليمان الشلاش
المرشد الطلابي بمجمع الأمير سلطان التعليمي ببريدة - القسم المتوسط
|
|
|
|
|