| عزيزتـي الجزيرة
قرأت ما كتبه محمد الحزاب الغفيلي من محافظة الرس بجريدة (الجزيرة) في عددها الصادر يوم الأحد 26 شوال 1421ه تحت عنوان (ابن عثيمين والنجومية في العلم والدين) حيث أشار الكاتب إلى كثافة المشاركات التي تحدثت عن الفقيد الكبير وقال: (,, لقد أحصيت في جريدة الجزيرة وحدها ما يقرب من 1000 كلمة رثاء لفضيلته يرحمه الله حتى إعداد هذه السطور).
ولعل ما أشار إليه الغفيلي قد جاء في محله، إذ واصلت (الجزيرة) طوال الأيام الماضية إفراد صفحات كاملة وبصفة يومية لنشر المشاركات المتعددة والمتنوعة التي ترثي الفقيد وتتناول جوانب من حياته, ولقد تعددت الصفحات التي تم تخصيصها للمشاركات حيث انني رصدت في أحد الأيام سبع صفحات كاملة مخصصة للفقيد الكبير، كما لاحظت استمرار الصفحات والمشاركات النثرية والشعرية بشكل ينم عن غزارة المشاركات من جهة، وينم عن اهتمام (الجزيرة) بعكس المشاعر الفياضة والتي تدفقت عقب إعلان الوفاة من جهة أخرى.
إن هذه الصفحات التي حافظت (الجزيرة) على إفرادها عقب وفاة الشيخ ابن عثيمين يرحمه الله حققت في رأيي هدفين أساسيين الأول ان هذه الصحيفة اثبتت دورها كمرآة حقيقية تعكس واقع ما يجري في المجتمع تجاه الاحداث والمستجدات التي تقع والثاني ان هذه المشاركات شكلت سجلاً توثيقياً للكثير من جوانب حياة الفقيد، وهذا ما يجعلها نواة لمؤلَّف متخصص يحكي سيرة هذا العالم الجليل ويسلط الضوء على كافة جوانب حياته الزاخرة بالعلم والافتاء والتدريس لأبنائه الطلاب.
واحقاقاً للحق فإن الدور المتميز الذي أدته (الجزيرة) كان منسجماً مع الأدوار التي أدتها بقية صحفنا المحلية وكافة أجهزتنا الإعلامية، إذ كان صدى وفاة ابن عثيمين كبيراً، ومارست الصحف المحلية دوراً مهماً في تجسيد المشاعر التي سادت عقب الفقد العظيم بتخصيصها عدداً من الصفحات يومياً للحديث عن الفقيد مثلها في ذلك مثل صحيفة (الجزيرة) وهو دور ليس بمستغرب، إذ ان الوشائج التي تربط بين أفراد هذا المجتمع هي من العمق بحيث لايمكنها تجاوز التفاعل بكل ما يحدث في الجسد الواحد الذي يضم مواطنينا فكيف بحدث في حجم وفاة هذا الحبر العالم الذي ملك شغاف القلوب وأثرى ساحات العلم والافتاء لعدة عقود من الزمان!
إن (الجزيرة) ورصيفاتها الأخريات دون استثناء كانت بمستوى الحدث في المتابعة والاهتمام وأسهمت بجهد وافر في رصد المشاعر وتوثيق المعلومات حول الفقيد الراحل وهو ما ينسجم مع مشاعر ولاة الأمر حفظهم الله في تقديرهم للعلم والعلماء، وإنني لعلى ثقة بأن هذا الدور المتميز الذي أدته جميع صحفنا كان انعكاساً لمشاعر الألم التي سادت بوفاة الشيخ ابن عثيمين وأعطت بصدق صورة عن جسامة الفقد في مشاعر كافة فئات المجتمع.
شكراً لصحافتنا المحلية على هذا الحضور المشرف وعلى هذا التواجد المسؤول ورحم الله فقيدنا الكبير وأجزل له الثواب وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً ولا حول ولا قوة إلا بالله.
عبدالله الدوسري
الدمام
|
|
|
|
|