| الجنادرية 16
* جدة مريم شريف الدين
أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود أمير المنطقة الشرقية أن المشاركة الكبيرة لدول مجلس التعاون في المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) ليست بحديثة عهد,, وإنما هناك علاقة قائمة بين دول المنطقة منذ زمن طويل لأن المشاركة بعينها في الأصل مشاركة وجدانية جمعت في واقعها مشاعر هذه الأسرة الواحدة,, وأواصر القربى والجوار واللحمة الخليجية التي عززت من قيمة هذا الترابط الحقيقي والتآلف المشترك الذي جمع بين قادتها وشعوب دول الخليج الستة مشيراً إلى انها علاقة أبدية لها جذورها العميقة التي بدأت منذ عهد جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله بعد وضعه للنواة الأولى التي أزهرت وتنامت مع مر العصور والأيام,ونوه في حديث للجزيرة بمناسبة انطلاقة فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة ال16 بالجنادرية بهذه العلاقة التي تعود إلى تلك المواقف التي ما زالت منقوشة في جبين التاريخ مؤكدا أنها تدل وبصدق على التكاتف ووحدة المصير,, والعمل على تحقيق المطامح وترسيخ هذه العلاقة بما يخدم أيضاً وحدة ا لصف العربي والعلاقة بين الشعوب الأخرى,, ولما فيه خير المنطقة ومواطنيها.
علاقة أخوة
مشيراً إلى أن العلاقة اقترنت بصدق التعبير والإيمان للتقارب مع بعضها البعض وبحث أمورها بروح الأخوة الصادقة, وعلاقة الأخوة يمكننا أن نشبهها بالأرض الطيبة الخصبة كلما نزل عليها المطر أنبتت نباتاً حسناً وأينعت ثمارها بالأفعال الجميلة التي جعلت من قادتها لا يدخرون وسعا في الأخذ بالأسباب التي تجعل هذه المنطقة تبرهن على تواجدها ومكانتها,, وجعلتها تتمتع بحقوق السيادة في سبيل هذه البلاد وحمايتها وإثبات هذا التواجد والاعتصام بالدين الإسلامي الحنيف.
مشاركة مميزة
واستطرد سموه قائلاً إن المشاركة الخليجية في الجنادرية وان كانت هناك بعض المشاركات السابقة المتواضعة من بعض الدول منها,, إلا أن مشاركة هذا العام ستكون مميزة ولها طابعها الخاص, لاعتبارها الأكبر,, للتعريف بشكل أكبر بتراث كل منطقة وموروثها الشعبي وفتح آفاق ثقافية لتطبيع العطاءات الثقافية بواقع اكثر توسعا, وهذا مما يتيح الفرصة امام المواطن السعودي للاطلاع والوقوف على مفردات هذه الكنوز وما تتضمنه من معين فكري وثقافي والمكتسبات التي تميزت بها كل دولة من هذه الدول وإيجاد نواح جديدة للتواصل معها وعلى وجه الخصوص بالنسبة للمواطنين الذين لم يسبق لهم زيارة هذه الدول.
التعريف بشعوب المنطقة
وعن أهمية هذه المشاركة قال سموه إن المشاركة بلا شك مهمة ونحن في حاجة للمزيد منها حتى يمكننا التعرف اكثر بين شعوب المنطقة حتى يشعروا بقيمة هذه العلاقة التي ستبقى وتظل بمشيئة الله فيها شيء من الخصوصية والتي تحتاج إلى المزيد من التعزيز والتلاحم وتأصيلها في نفس المواطنين في هذه الدول,, وذلك حتى يمكنها التأكيد على تواجدها بين دول العالم خاصة إنها تقع في قلب العالم وتحيط بها الكثير من المتغيرات والتحديات التي تحتاج منها أن تتماثل معها في القوة وبالصورة التي تمنحها القدرة على المواجهة لإثبات هذه المكانة في وقت الشدة والرخاء وفي السلم والحرب ونصرة الحق والإسلام والشعور بوحدة هذا الكيان الذي يستمد نبضه من شعوب المنطقة.
تجربة لها قيمتها
وحول الأبعاد المستقبلية لهذها لمشاركة وما ستضيفه لقيمة هذا الحدث,, قال سموه إن الأبعاد المستقبلية من هذه المشاركة في تقديره وما يمكنها ان تضيفه لواقع هذا الحدث اي الجنادرية وان كان لها بعدها التراثي الثقافي إلا انها ستبقى تجرية لها قيمتها للاستفادة من تجارب بعضنا البعض ورسم ملامح جديدة لتبادل والتشاور فيما بينهم المثقف العربي والخليجي وبما يمكنهم أيضاً لتحقيق المزيد من المشاركات فيما بينها وبين الدول العربية التي ترغب أولا في التعرف بموروثها وخصوصيتها الثقافية ومما سيقودنا للانفتاح بشكل أكثر على هذه الثقافات.
جسور أمنية
وحول كيفية تفعيلنا لدور هذا المهرجان لترسيخ القيمة الحقيقية للهوية العربية واعطائه ومنحه الخصوصية التي تعبر عن واقع هذه الهوية لفتح آفاق أكبر مع الدول الأخرى إلى جانب الملامح العامة التي عرفنا بها هذا المهرجان والتطورات التي شملته خلال 16 سنة من عمر الزمن.
أوضح سموه ان البداية التي انطلق من خلالها المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) تجعلنا نقول: إن المهرجان من خلال مسيرته على مدى ستة عشر عاماً استطاع أن يكون مفهوماً جديداً للتبادل الثقافي ومد جسور متينة لدعم البناء الفكري وتعزيز قمية الخطاب الثقافي ليس لمجرد الالتقاء فحسب وانتهاء العلاقة بانتهاء الحدث وإنما لمناقشة العديد من القضايا الحيوية المهمة إلى جانب الهدف الأساسي الذي قام من أجله هذا المهرجان باعتباره صورة مصغرة توضح ما كانت عليه المملكة منذ مائة عام والبيئة المتواضعة التي كنا نعيش فيها والحياة التي كنا نعيشها بمختلف جوانبها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وعدم اخفاء هذه الحقيقة وإنما الاحساس بقيمة هذا الواقع والافتخار به,, لاعتباره البداية لبناء هذه الدولة بناء متماسكاً ضمن مضامين حضارية مكنتها من صنع الحاضر والتهيؤ للمستقبل الذي استندت قواعده على تلك الأرضية الصلبة التي أرسى جلالة المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز اللبنات الأولى فيها ومواصلة أبنائه لهذا الدور حتى اكتمل الهيكل العام لهذا البناء والتوسع في معطياته وإنجازاته وجعله كوطن متجانس في قوامه متماسك في كيانه وبما خوله أيضاً من عدم الانفصال عن الماضي ودينه وعقيدته الإسلامية التي جعلت لهذه الدولة مكانتها وهيبتها ومواكبتها للمتغيرات التعايش مع مجريات الأحداث العالمية والعربية والإسلامية والمشاركة فيها.
طابع خاص
ويضيف سموه وفي تقديري تطور الجنادرية خلال الأعوام السابقة والقادمة إن شاء الله قد جعل لها طابعها الخاص من خلال الندوات الثقافية التي أصبح لها آثارها الواضحة لترسيخ الكثير من المدلولات الفكرية التي تعتبر هي أساس الحوار والتقريب في وجهات النظر بيننا كعرب وبين الغرب وبين الشرق كذلك.
وهذا ما يعني ان هناك محاولة حقيقية للرفع من قيمة الهوية العربية والخليجية المسلمة بشيءمن الخصوصية التي يتمثل فيها النضوج الذي يعبر عن القدرات ومستوى الوعي الذي وصل إليه المثقف لدينا في منطقة الخليج ووطننا العربي,, والمسؤولية التي ينبغي أن يكونوا عليها للقيام بهذا الدور للمحافظة عليها,, والتأكيد على قيمة الجنادرية كمنتدى فكري يجمع بين صفوة المثقفين والمفكرين.
جهود كبيرة
ونوه سموه في معرض حديثه بالتطورات التي شملت هذه الحقبة الزمنية من عمر هذا الحدث التي جاءت وتحققت نتيجة الاهتمام الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لهذا الإرث وما يشمله من أصالة الماضي وما يحظى به من متابعة وحرص من صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني يحفظهم الله والقائمين على المهرجان والجهود التي تبذل في سبيل تطويره لإيصال رسالته الثقافية والتراثية.
توثيق مخزونه
ويرى سموه ان تفعيلنا لدور هذا المهرجان يتطلب توثيق مخزونه الثقافي والفكري والاستفادة من وسائل الاتصالات الحديثة بالصورة التي تساعد على إيصال هذه الرسالة وتعميمها وحتى تتحقق الأهداف المرجوة للمهرجان.
إلى جانب الاهتمام بنضوج الخطاب الثقافي الذي يطرح,, من خلال الندوات التي تعقد على هامش فعالياته ,, وبالصورة التي تمنحها المقدرة الفعلية لاقناع الطرف الآخر وإيصاله بما يساعد على الارتقاء بمستوى وجودنا كمجتمع عربي وخليجي مسلم.
والتعامل بسلاح العقل والمنطق والرأي الذي أصبح يمثل القوة الثانية في عصر العولمة والإنترنت والاتصالات والاحداث المتسارعة التي تحتاج منا إلى مواكبتها ومواجهتها والتعامل معها والتصدي لها في حالة إذا كانت تتعارض مع معتقداتنا وتشريعاتنا ومتى ما استشعرنا أنها تحولت إلى معول هدم من الممكن ان يؤثر على مجتمعاتنا,, والأجيال القادمة.
|
|
|
|
|