| متابعة
الحمد لله الذي كتب الفناء على كل شيء قال تعالى: كل شيء هالك إلا وجهه ونحمد الله على قضائه وقدره حيث ابتلانا بفقد من نحب وإنا لله وإنا إليه راجعون , كنت قد عزمت منذ أسبوع على الكتابة عن شيخنا ووالدنا سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ولكنني لم أستطع أن أخط كلمة واحدة خلال هذه المدة لأمر لا أعرف سببه كيف لا والإنسان يكتب عن موسوعة عظيمة لا يعرف من أين يبدأ وكيف ينتهي، هل يكتب عن العلم أم عن الأخلاق أم عن القدوة ام عن غيرها؟
أما أنا فبعد صلاة العشاء من مساء الأربعاء الموافق 15/10/1421ه ركبت السيارة وإذا بشاشة الهاتف النقال قد امتلأت رسائل، فقلت لا حول ولا قوة إلا بالله، لا بد أن في الأمر شيئا فاستعرضت الرسالة الأولى واتصلت، وإذا هو أخ عزيز يقول أحسن الله عزاك في الشيخ، كلمة مجردة، فعلمت حالاً من هو الشيخ، ودعوت له ولإخواننا المسلمين بالرحمة والمغفرة، فاسترجعت الذاكرة إلى الوراء قليلاً وتذكرت تلك الهيبة والوقار اللذين يحلان أينما حل سواء في حفلات تحفيظ القرآن التي لا يمكن ان يعتذر عنها سواء داخل المنطقة ام خارجها كما تذكرت تلك الجموع التي تصحبه في طريقه إلى المسجد وأثناء العودة منه، هذا مستفت وهذا محب للسلام عليه وهذا يطلب تزكية أو مساعدة، وهكذا كما تذكرت الحرم ودروسه والحج ولقاءاته بالجموع الغفيرة من كل أنحاء العالم الإسلامي، أما دروسه في الجامع الكبير في عنيزة فهذه تريد مقالة خاصة, عموماً ما حصل في المقبرة من أمور تستحق الذكر، فالامر الذي لا يمكن أن أنساه هو منظر اولئك الأطفال في مقبرة العدل وهم يقفزون من فوق سور المقبرة ورجل الأمن يمنعهم وهم يبكون ويقولون دعنا نلقي النظرة الأخيرة على جثمان الشيخ وقد قفزوا فعلا وسقطوا على الحجارة والشوك وواصلوا إلى القبر, نعم إنه أمة وحده عندما وزعت بعض مهماته على طلابه بعد وفاته، كل مهمة تريد جهداً مضاعفاً في حين أن جميع تلك المهمات كان يقوم بها الشيخ لوحده,, أسأل الله تعالى بمنه وكرمه ان يتغمد فقيدنا بواسع رحمته وأن يحشرنا معه مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأن لا يفتنا بعده وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
إبراهيم بن حسن الدهيمان
مدير مكتب دعوة وتوعية الجاليات
في محافظة رياض الخبراء القصيم
|
|
|
|
|