| ملحق القصيم
نشأت مدينة بريدة صغيرة كأية مدينة أخرى على المعمورة فكانت بداية عمرانها قبل القرن التاسع وكانت تقبع تحت كثيب من الرمل يحميها من الأعاصير ويقربها من الماء وأقرب ما تكون نشأتها الأولى إلى (البوطة) أو العجيبة وهما حيان معروفان أصبحا الآن وسط بريدة وزالت بعض المعالم بسبب التوسعات المستمرة للشوارع والساحات والحدائق والأسواق وحين امتد العمران وانتشرت المباني زحفت بريدة على الكثبان العالية والرياض المنخفضة فكانت طبيعة الأرض في مدينة بريدة غير مستوية فهل تشغل الحبل الرملي الواقع غرب الموطأ والمعروف بحارة العوازم حالياً وأخذت تزحف باتجاه بلدتي حويلان والقصيعة وتشغل الحبل الرملي الواقع شرق الموطأ والمعروف بنفود البوطة والحبل الرملي الممتد على طول الجهة الغربية لشارع الخبيب والحبل الرملي الممتد على طول الجهة الشرقية منه والمطل على المطار القديم والمعروف بنفود المطار كما تمتد على طول الحبل الرملي الممتد من الشرق إلى الغرب والمعروف بنفود السادة متجهة جنوباً على الصفحة الشرقية والصباخ ورواق متقدمة بهذا الاتجاه شرقاً لتطل على وهطان والحصباه كما زحفت على رمال الضاحي الممتدة على كل الاتجاهات والمطلة من الغرب والشمال إلى وادي الرمة الباطن ولم تكتف بالتهام الكثبان الرملية العالية فأخذ امتدادها من الشمال متجاوزاً جفر الحمد موغلاً في العمق إلى أطراف الشقة متجهاً إلى الجنوب الغربي إلى القويع فالصبيحة إلى الغاف وامتدت بريدة من الشرق الشمالي بحيث التهمت التلال الصخرية المعروفة بالصفراء ثم تجاوزت شعيب الودي نافذة إلى الفايزية من جهتين.
ومن الشرق التهمت المطار القديم فالرفيعة فتجاوزت النقع من جميع الاتجاهات أو توغلت فيها,
هذا الاتساع السريع الملتهم للوهاد والنجاد جعل مدينة بريدة تبدو للرائي في الليل كصفحة البحر حين يأخذه الإعصار أمواجاً عالية وأخرى منخفضة وفيما بين ذلك تقوم الأحياء السكنية والشوارع والميادين والمنتزهات وقلاع العلم والمعالم والمعاهد والجامعات وقلاع المؤسسات والمصانع والخدمات وما زالت النهضة العمرانية تمتد على كل الاتجاهات الأمر الذي يصعب معه تحديد الأبعاد العمرانية لمدينة بريدة التي تعتبر المركز الإداري لإقليم القصيم وعاصمته وقلبه النابض وثاني مدينة في المنطقة الوسطى بعد العاصمة الرياض,
تقف بريدة اليوم صرحاً شامخاً وسط نهضة حضارية عارمة تقف تلك المدينة الحالمة وهي توحي بالماضي في وقت تعد مرآة نقية للحاضر تحفها الكثبان الذهبية وتزينها الخضرة وجداول المياه العذبة,
يقول فيها الشاعر محمد الجازكي الفارسي:
بريدة هذه بلدة اسلمية
علاوة نجد بل سنام مسنم
احاطت بها تلك القرى فكأنما
هي البدر في أفق السماء وهي أنجم |
ويريد الشاعر بقوله أسلمية نسبة إلى الأسلمي الذي هو بريدة بن الحصيب الصحابي الجليل حيث ذهب كثير من الباحثين إلى أن بريدة سميت بذلك لأن أصلها كان بئر الإبل الصدقة حفرها الصحابي الجليل بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه الذي أرسله الرسول صلى الله عليه وسلم ليتفقد إبل الصدقة,
بيد أن هناك أقوالاً أخرى وردت عن سبب التسمية فقيل سميت بريدة بهذا الاسم لبرودة مائها وقيل أن أول من عمرها رجل يقال له البريدي وقيل كانت تسمى برزة لبروز أهلها وانفصالهم عن الشماس المدينة الأم وبعد تحريرها من دفع الضرائب بردت لهم فسموها بريدة وقيل كانت روضة تتجمع فيها المياه فتنبت البردي وقيل كان فيها ملك لامرأة اسمها بريدة,
ومما ساهم في أهمية المدينة موقعها المتوسط الذي أكسبها أهمية قصوى حيث كانت ملتقى الخطوط القديمة والحديثة وكانت مركزاً طبيعياً يربط مدن القصيم ببعضها فهي إلى جانب كونها حاضرة القصيم حلقة اتصال بين مدن المملكة ويبلغ متوسط ارتفاعها عن سطح البحر من 600 - 700م وتقع على خط طول درجة 44 شرقاً وخط العرض 26,5 شمالاً تقريباً ومدينة بريدة تحيطها التكونات الرملية التي تلف بأعطافها من جميع جهات المدينة واحات النخيل الجميلة والبساتين وهي تسمى بالخبوب التي وصفها الريحاني بقوله: (الخبوب التي تطوق مدينة بريدة كالقلادة من الزمردة في خيط من الذهب لبدوية القصيم),
وبريدة بمبانيها الشاهقة وسط الكثبان الرملية الذهبية ومن حولها المروج الخضراء يسمق في وسطها النخيل بأشكاله وألوانه وما يكتنف ذلك من هدوء ودعة أعطاها مزيداً من الشاعرية والهدوء والبهاء مما حدا بالرحالة والمستشرقين إلى مزيد من الأداء الشاعري,
ونظراً لتلك الأهمية التاريخية والجغرافية فقد شهدت مدينة بريدة خلال العقدين الماضيين نهضة حضارية عامة في كافة المجالات وفي مختلف الميادين دفعها لأن تكون واحدة من أرقى مدن المملكة وأجملها وأفضلها تنظيماً,
فمن خلال الدعم الكبير الذي تقدمه الدولة للنواحي الخدمية وللصناديق التنموية توسعت بريدة حتى أصبحت تمتد من الشمال إلى الجنوب بطول خمسة وأربعين كيلو متراً تقريباً ومن الغرب إلى الشرق بطول خمسة وثلاثين كيلو متراً تقريباً يطوق هذه المساحة المترامية الأطراف الدائري الخارجي لبريدة وهو أحد المعالم الحضارية في المدينة حيث يبلغ طوله 75 كم تقريباً بتكلفة تقدر ب 950 مليون ريال سعودي وتبعاً لهذه المساحة الكبيرة لبريدة تزايدت نسبة النمو السكاني في المدينة حتى بلغ عدد السكان حوالي 350 ألف نسمة,
وتضم بريدة عدداً كبيراً من المعالم الحضارية التي ساهمت في إبراز الوجه المشرق لها وأعطت صورة حقيقية لحجم الجهود الجبارة التي تقوم بها قطاعات الدولة المختلفة في دعم مسيرة التنمية في هذا الجزء الغالي من وطننا الكبير المملكة العربية السعودية,
إذ يبدو وللوهلة الأولى برج بريدة العملاق كالدرة في منتصف العقد,, وإلى جانبه يأتي مركز الملك خالد الحضاري تحفة معمارية ومركز إشعاع دائم لمناسبات بريدة وملتقى لضيوف المنطقة وزائري المدينة,, وهو بحق مفخرة كبيرة نظراً لما يمتاز به من تصميم رائع وأشكال جمالية ومسطحات خضراء,
أما متحف بريدة وطريقة تصميمه من خلال إطاره الخارجي فهو كفيل بأن يعطي الرائي بعداً حقيقياً لما تمتاز به بريدة من تاريخ موغل في القدم ضارب في أعماق السنين وهو رمز من رموز التراث في بلادنا,
وعلى نفس الطريق يأتي مبنى بلدية بريدة كواحد من أرقى المباني وأكثرها تميزاً و شموخاً,
كما تضم بريدة مدينة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الرياضية ذلكم الصرح الرياضي الذي يبرز وبجلاء مدى ما توليه قيادتنا الحكيمة من عناية فائقة لأبنائها الشباب الذين عليهم المعول وهم الأمل بعد الله تعالى وعلى ضفتي المدينة يتربع صرحان علميان عملاقان هما فرع جامعة الإمام وفرع جاماعة الملك سعود وفي الشمال يظهر معلم آخر من المعالم التي تعطي صورة حقيقية لواقع المنطقة وما تمتاز به حيث صوامع الغلال ومطاحن الدقيق التي تشكل سلسلة من الحاويات الخرسانية الضخمة التي تعانق السحاب وهناك معالم عمرانية رائعة يستحيل سردها وذكرها في هذه العجالة,
أما في مجال التعليم فيكفي أن في مدينة بريدة أكثر من ثمانين مدرسة ابتدائية للبنين داخل بريدة فضلاً عن الأرياف القريبة منها والملاصقة لها,
وأكثر ما يميز بريدة المسطحات الخضراء المنتشرة في الطرق والميادين العامة والحدائق والمنتزهات حيث بلغت المسطحات الخضراء ستة ملايين متر مربع تزينها بعض الأشكال الجمالية والشلالات المائية المتدفقة ولن نتحدث عن جمال الطرق وما تقوم به البلدية من مساعٍ حميدة في هذا الصدد,
أما في ميدان الصحة فيأتي مستشفى الملك فهد ومستشفى الولادة والأطفال ومستشفى بريدة المركزي كمؤسسات صحية تعنى بالجوانب الإنسانية إضافة إلى مظهرها المتميز وجمالها الآخاذ,
والحقيقة أنه من الصعوبة بمكان الإلمام بكل ما تمتاز به بريدة وما يضاف إلى خصوصياتها العديدة فهي بحق مدينة حالمة تأسر العقول مع المقل فلها سحرها الجذاب ودفؤها المتوهج وتأطرك على الحنين الباهر إليها,
المسؤولون والأهالي بمدينة بريدة أعربوا عن ارتياحهم الكبير لتعيين سمو الأمير/ عبدالعزيز بن ماجد نائباً لصاحب السمو الملكي أمير منطقة القصيم معتبرين ذلك دعماً للمسيرة التنموية مشيدين في نفس الوقت بجهود صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر مؤكدين أنه يقف دائماً خلف الإنجازات,
كما هنأوا سمو الأمير عبدالعزيز بهذه الثقة الغالية ووصفوه بأنه أهلٌ لها,, مقدمين شكرهم العظيم لولاة الأمر على اهتمامهم بالمنطقة وأهلها,
فمن جانبه قال رئيس بلدية مدينة بريدة المهندس/ أحمد السلطان:
لقد تلقى أبناء منطقة القصيم بكل الترحاب والحب خبر تعيين سموه الكريم نائباً لأمير منطقة القصيم,
ولعل المتابع للسيرة العلمية والعملية لسمو الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز يجد ويلمس لسموه تلك النوعية المتطلعة دوماً إلى تفعيل العمل الإداري بما يتناسب والمهام المناطة لسموه الكريم لتحقيق تطلعات أبناء المنطقة التي وجدت الكثير من الرعاية التامة والاهتمام المتواصل في العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وسمو ولي عهده الأمين وبمتابعة قوية وجادة من أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز لكل ما من شأنه خدمة المواطنين والمقيمين في المنطقة, أتمنى شخصياً لسموه التوفيق والنجاح في عمله الجديد,
وقد أعرب الأستاذ/ علي السعيد مدير متحف بريدة عن بالغ سروره واغتباطه بالنبأ المبارك الذي أهداه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله وحكومته الرشيدة لأهالي منطقة القصيم,
وهو تعيين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز نائباً لأمير منطقة القصيم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز,, وقال: وأتمنى التوفيق لسموه الذي سيكون بإذن الله تعالى السند والعضد القوي للأمير فيصل,
فمرحباً به وأهلاً وسهلاً بين أهله وأبنائه في منطقتنا الغالية وبالتوفيق والسداد,
فيما نوه الدكتور/ هشام ناظرة مدير مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة بأهمية الأمر السامي الكريم في تعيين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز نائباً لأمير المنطقة وزف د/ ناظرة تهانيه القلبية وتهاني منسوبي مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة لسموه الكريم مؤكداً دور صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم وما حققته المنطقة بوجوده من ازدهار وتطور وبناء كبير في شتى المجالات والخدمات الحيوية والضرورية وسوف يشد من عضده نائبه الجديد فهنيئاً لأبناء القصيم عامة بهذه المكرمة من قيادتنا الرشيدة أعزها الله,
وعبر الدكتور/ جاسر الحربش عميد الكلية التقنية ببريدة عن اغتباطه بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز نائباً لأمير منطقة القصيم وهو أهل لهذه الثقة الغالية من لدن حكومتنا الرشيدة أعزها الله,
وإننا لنرفع أكف الضراعة إلى المولى عز وجل بأن يوفقه ويعينه في مهمته الكبيرة ومسؤوليته العظمى ويحقق على يديه الكثير مما يتطلع إليه أبناء المنطقة حتى يكون سنداً ومعيناً لسمو أمير المنطقة الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز,
وأردف الأستاذ/ بداح الفهيد مدير محطة برج مياه بريدة قائلاً:
لقد جاء هذا الأمر السامي الكريم لكي يعطي المنطقة المزيد من الجمال والبهاء والعطاء والنماء ويرسم البهجة والسرور على محيا أهلها جميعاً,
وهذه المكرمة الغالية الحميدة من لدن حكومة هذه البلاد وفقهم الله تأتي تتويجاً لمواصلة العطاء والخير والنماء الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني جل اهتمامهم وحرصهم على هذه المنطقة الغالية على بلادنا العزيزة - آملين من سمو الأمير/ عبدالعزيز بن ماجد أن يكون خير معين لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم على استكمال طموحات أبناء المنطقة,
من جهتهم عبر أهالي بريدة عن مشاعر الفرح إزاء هذه المناسبة الغالية حيث يقول الأستاذ/ علي بن عودة المحيميد:
إنها حقاً عيدية خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة لمنطقة القصيم فهنيئاً لنا سموه نائباً لأمير المنطقة ونحن نعتبر سمو الأمير ماجد أهلاً للثقة التي أولاها إياه خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله ولا نملك إلا أن ندعو لسموه بالتوفيق والسداد وأن يكون خير سند ومعين لسمو أمير المنطقة الذي يقف دائماً وأبداً خلف الإنجازات التنموية التي شهدتها المنطقة عموماً,
وأضاف الأستاذ سليمان الغماس مشيراً إلى فرحته وأهالي بريدة بهذه المناسبة الغالية التي تؤكد حرص ولاة الأمر على دعم المنطقة وتعزيز المسيرة التنموية فيها,
|
|
|
|
|