| محليــات
أي نوعٍ من الموت يَحصد؟
أهو موت الجسد؟ أم موت العقل؟ أم موت الحس؟ أم موت الموت؟ فموت الجسد حين تحل به أو ببعض أجزائه أدواءٌ تُعطلُ عن الأداء موتٌ لكنه بالصبر مكسبٌ، وكلُّ مكسب حياة!,,,، وموت العقل كذلك، أما موت الحس فلا يتحقق إلا بفعل صاحبه وفي ذلك جناية، وكلُّ جناية خسارةٌ,,, وكلُّ خسارة موتٌ,,,!، لأنها نهايةٌ لا بداية فيها كالحياة!
أما إن كان في موت الجسد، أو العقل ما يُناط بالإنسان، فإنَّ في ذلك خسارةً تندرج نتائجها تماماً فيما تندرج إليه النهايات,,, فالموت,,, نهاية لخسارة إما إجبارية,,, وإما اختيارية,,, والإنسان مكسبه بين نتائجهما أو خسارته,,.
أما موت الموت فلا يكون إلا في الاستثناء لا العموم إن كان من الموت المأجور عليه صاحبه، إن أُنزل به فصبر وشكر, أما إن كان هو مَن ألحقه بنفسه فلا صبرَ ولاشكرَ ولا أجر فلا مكاسب في ذلك.
وموت الموتِ الميِّت به صاحبه,,, ينتشر بين الناس وهم يمشون على أقدامهم,,.
كلُّ خسارة موت,,.
فالناس تذهب (تأكل) و(تشرب) ما يضرُّها ولا ينفعها,,,، فتخسر,,.
والناس تذهب (تجهل)، و(تغفل) عما يفيدها,,,، فتخسر,,, والناس تُعطِّل (حواسَّها) و(عقلها) وتنام عما تدور به كوكبة البقاء والنَّماء فوق الأرض,,, فتخسر,,.
والناس تموت جسدياً,,,، وعقلياً,,,، وحساً,,,، فتخسر,,, ذلك لأن موتها موت إرادي بكامل الوعي,,, في زمن الوعي,,,، وإلا,,.
ماذا أفاد الناس على مستوى صحة الفرد الجسمية والعقلية والوجدانية من نتائج أطنان ما تعبِّر عنه الحروف التي تخرج بها المعامل ، والمصانع ، ومراكز البحوث ، وأجهزة الاتصالات بين إلانسان والآخر على مستوى مساحة مواقع الأرض وليس مساحاته حيث اختصر العلم الحديث المساحات بل مساحة المساحات في ذاكرة الأجهزة المتطورة لتنقلها من (ثمانية حروف) إلى (خمسة حروف) كي تحفظ مساحة الحروف الثلاثة لكلمة أخرى، تماماً بمثل ما اختصرت المساحة جواً وبراً وبحراً وصوتاً؟!!
وبالتالي ماذا أفادت الجماعات هذه المعطيات الحضارية؟,,.
والإنسان لم يرق إلى مستوى التهذيب والتشذيب والصحة في جسده ، ولا في عقله ، ولا في حسه وبالتالي لا يزال الإنسان على مستوى الفرد، ومن ثم على مستوى الجماعة,,, هو إنسان ما قبل هذا العصر؟ أناني فيما يقتات، جاهل فيما يفعل، ميتٌ بإماتة عقله وجسده وحسه؟!
وإلا ؟! كيف لا يضّطرد في سلوكه اضطراداً إيجابياً مع معطيات عصره ويظل في سوالب النتائج على مستوى الاستفادة منها؟.
فكروا,,, اهرشوا رؤوسكم,,,، ضعوا أنفسكم أجساداً ، وعقولاً ، وشعوراً على طاولات التشريح كي تتعرفوا إلى مواطن الموت فيكم,,.
ثم أفيضوا عليها ماء الحياة إن استطعتم,,, فلقد أعطاكم زمنكم من هذا الماء ما لم يعطه لمن سبقكم.
***
*** مع التحية للأعزاء القراء والقارئات/ لمراجعة (اليوم معكم) في الاثنين القادم إن شاء الله.
|
|
|