|
| مقـالات
لم تسقط الأندلس إلا عندما أغلقنا كثيراً من قنوات الحضارات الأخرى خوفا منها، واستقللنا بأنفسنا وتكورنا على ذاتنا باعتبارنا كل الحضارات وكل الأمم وكل الناس.
الأندلس تجربة جميلة وأليمة في ذات الوقت وكلنا لا نستلهم جمالها وألمها حينما نطرح قضيتنا الإسلامية، ولكن البعض يستلهم وجهات نظر خاصة نابعة من بيئته الصغيرة التي عاش فيها مغيباً الخارطة العالمية وحركة المجتمع الدولي وعلم الاتصال الجماهيري من فحوى كلامه,, فيقل تأثيره وتنحسر الفكرة رغم صحة المبدأ شكلاً ومضموماً.
الأندلس برزت حينما تقاطعت مع كل الحضارات التي في عهدها وشكلت مركزاً لها, وسقطت عندما انكفأت على ذاتها وتمنعت عن قراءة المجتمعات التي حولها, لو فعلت ذلك لعرفت كيف تطور النصارى وتخلف المسلمون، ولعرفت أيضا كيف خسر أبو عبدالله الصغير غرناطة وتفوق عليه (فريناندو وإيزابلل).
إننا بحاجة لأن نفهم خارطة الأندلس التاريخية بكل دقة وبصورة تختلف عما هو مدون في مناهجنا من سنوات طويلة ونعيد قراءته بفكر أكثر فاعلية وموضوعية يتطرق إلى كل المناحي وليس منحى واحدا, أما الإسلام فلا خوف عليه فما يزال حيا في النفوس رغم مضي مئات السنين على سقوط غرناطة ولكن الخوف على الفكر الإسلامي الذي ضاع منذ أن أحرق الحسد كتب المفكرين ورماهم الصبية في الشوارع بالحجر.
العولمة فرصة سانحة لأن نجعل ثقافتنا تتقاطع مع الآخرين مرة أخرى، هكذا يفترض أن نقرر إذا كنا واثقين من أنفسنا وإلا فلنستمر في مسيرة الهرب بأكتاف مليئة بالطعون.
ra99ja@suhuf.net.sa
|
|
|
|
|
